رواية خديجة

Img 20241218 Wa0007(7)

كتبت: داليا ناصر الاسيوطي “إبنة الخطيب”

 

الفصل الثامن

 

كانت “خديجة”  أنهت إعداد الطعام بمساعدة “أحمد”  و”سلمى”  التي أتت منذ قليل وجلس الجميع يتناولون الطعام. 

خديجة: 

_ أريد أن أخبركم شىء. 

أحمد: 

_ أنا أنتظر منذ ما أتيت إلي هنا. 

خديجة: 

_ والأن سوف أخبركم……… أنا سوف أقوم بأعادت عمل والدي وقد وافقت على العرض الذي قدمه لي “أحمد”. 

سلمى: 

_ بالتوفيق يا عزيزتي

أحمد: 

_ هذا رائع. 

ليلى: 

_ جميل جدًا. 

أحمد: 

_ هل قمتي بالتحدث مع العمال الذين كانوا يعملون مع والدك في السابق. 

خديجة: 

_ نعم ولكن لن يعودوا جميعهم سوف يعود أثنان فقد لأن الجميع منهم من وجد عمل آخر ومنهم من يري أنني لست مصدر ناجح للعمل معي مثل والدي. 

أحمد: 

_ لا تقلقي يا عزيزتي عمي رحمه الله كان يعتمد عليكي وهو لا يعتمد على شخص غير ناجح. 

خديجة: 

_ أتمني ذلك يا أخي أتمني أن أكون في نصف نجاح والدي أتمني أن أكون مصدر ثقة للجميع وأن أستطيع تحمل مسؤلية أخوتي. 

زينب: 

_ أنا أيضا أثق بك يا عزيزتي. 

أبتسمت” خديجة” على الثقة التي تنبع من الجميع تجاهها أما “أحمد”  فقد كان ينظر إليها نظره لا تفهم معني تلك النظرة ولكنها لم تعلق على ذلك. 

____________________________

بعد مرور أسبوعين أخرين بدون أى شيء جديد على الجميع غير  أن “خديجة”  قد قامت بالبدأ في العمل الجديد ولكن لم يأتي لها الكثير من الزبائن والعمل بسيط جدا حتي أن العاملين بدأ يشعران بالفشل ومن المحتمل أن يتركا العمل

أما بالنسبة ل “أحمد”  فقد كان يراقب “خديجة”  من بعد كان ينتبه أنها حزينة من أجل فشل ما خططت له ولكنه لم يتحدث معها في ذلك من أجل أن لا تشعر بالحزن أكثر والاحراج؛  والأمر ذاته لدي الجميع كان ينتبهوا لذلك ولا يتحدثون

وليلى قد أنتهت من أختبارات نهاية العمل وبدأت تهتم ب أمور المنزل الداخلية من أجل أن تخفف الحمل عن أختها وكانت تنتظر نتيجة أختباراتها وهي تشعر بالقلق الشديد

____________________

في صباح يوم جديد

في منزل عائلة الظابط على

كان قد تجمع الجميع على طاولة الأفطار ماعدا “علي”  لم يعلق أحدا منهم على ذلك فهو دائما لا يشاركهم تناول الوجبات مثل “حسام”  رغم أن عملهم واحد ولكن “حسام”  عندما يتغيب عن شىء يخبرهم أولاً. 

_ صباح الخير على الجميع. 

هذا ما تحدث به “علي”  الذي جلس على الكرسي المجاور ل “حسام”،  وقد كان الجميع ينظرون إليه وعلاماﭢ الأستفهام تظهر على وجوههم بمعني…  منذ متي وأنت تتناول معنا الطعام في الصباح خصتا وتشاركنا الحياة الطبيعية للعائلة؟ 

علي وقد أنتبه إلي نظراتهم: 

_ لماذا تنظرون إلي بهذه الطريقة؟! 

حسام: 

_ لأنك لا تتناول الطعام معنا دائما وخاصتا في الصباح وبالتحديد عندما يكون الوقت مبكرا. 

علي: 

_ هل أذهب الأن؟ 

حسام: 

_ لم أقصد ذلك أكمل طعامك؟ 

والد” علي”: 

_ إبن عمك لديه الحق في سؤاله أنت في الغالب لا تشاركنا الحياة ودائما معتزل بذاتك وفي الغالب في الصباح تكون في منزلك الخاص وأنت وأنا والجميع يعلم أنت ماذا تفعل. 

علي: 

_ أنا أعلم أنني دائما أفعل الخطأ دائماً أنا لا أشاركم الحياة لأنني أقضي نزواتي في منزلي الخاص ولكن الله يقبل التوبة يقبل التغير يغفر لنا ولكن أنتم البشر دائماً لا تسامحون المخطيء أنا سوف أتغير لن أعود للماضي أنا سوف أصبح شخص أخر لا تخجلون منه أنا سوف أصبح شخص جديد. 

والد “علي”: 

_ أتمني ذلك ولكن أنت لن تتغير لن تكون شخص جديد أنت أعتدت على ذلك ولن تكون شخص جديد. 

وبعدها تركهم وذهب خارج المنزل، أما” علي” فقد كان يشعر بالحزن الشديد لأن والده لا يثق في تغيره ووالدته أيضا نظرت له بخزي شديد وتركتهم وذهبت إلي غرفتها

بعدما ذهب والده ووالدته وضع يديه على الطاولة ووضع رأسه عليهم. 

حسام وهو يحدث إبنه: 

_ “زياد”  إذهب إلي غرفتك. 

زياد: 

_ حسنا يا أبي. 

وبعدها ذهب “زياد”  إلي غرفته ولم يتبقي غير “حسام”  و “هاجر”  مع “علي”. 

هاجر:

_ لا تحزن من حديث عمي و زوجة عمي هم خائفون. 

علي: 

_ بل هم يشعرون بالخزي ولايرون أنني سوف أتغير للأفضل في يوم أنا فعلت ذلك بسبب الأمور التي أفعلها ويجب أن أتحمل عواقب ذلك. 

حسام: 

_ وهل سوف تتغير كما تحدثت هل هذا ينبع من داخلك. 

علي: 

_ نعم لا أريد أن أكون شخص حقير أريد أن يقترب مني الجميع لايبتعدون. 

هاجر: 

_ أنا أثق في أنك سوف تتغير وتصبح شخص جديد. 

علي: 

_ شكرا يا عزيزتي. 

حسام: 

_ والأن هيا بنا إلي العمل. 

علي: 

_ حسنا. 

حسام وهو يحدث هاجر: 

_ هل من الممكن أن توصلي” زياد” إلي التمرين؟ 

هاجر: 

_ نعم سوف أوصله أعود معه أيضا. 

وبعدها ذهب “حسام”  و “علي”  إلي وجهتهم،  أما “هاجر”  فقد ذهبت لتأخذ “زياد”  إلي التمرين الرياضي. 

___________________________

كانت “خديجة”  تجلس في داخل محل عمل والدها سابقا ومحل عملها هي حاليا وتتحدث مع العامل 

العامل”منير”: 

_ كان “نادر”  يريد مني أن أخبرك أنه لن يعود للعمل مرتا أخري لانه لايوجد عمل ولا زبائن مثل الماضي. 

خديجة: 

_ كما يريد……. ربما لم يأتي زبائن لأن لم يعلم أحد أن عاد العمل في هذا المكان. 

منير: 

_ أو ربما لايثق زبائن السيد “أحمد”  رحمه الله في العمل بعد وفاته. 

خديجة: 

_ سوف أتحلي بالصبر ربما يأتي زبائن. 

منير: 

_ أنا لا أستطيع الصبر لان لدي أبناء يريدون الأموال من أجل المعيشة لذلك أتيت اليوم لأخبرك أنني أنا أيضا تركت العمل هنا. 

خديجة: 

_ أنا أقدر ذلك أتمني لك التوفيق. 

وبعدها ذهب “منير”، ولم تتبقي غير” خديجة” بمفردها التي تمنت أن تصرخ من شدة الحزن كيف لها أن تأمن الحياة والمعيشة لأخوتها وكيف أيضا تأمن مصروف الدراسة لأختها “ليلى”  الذي أجتهدت وتنتظر نتيجتها لتحقق رغبتها وحلمها وتلتحق بكلية الطب التي مصروف الدراسة بها مرتفع ولكن هي وعدتها أن تلتحق بها؛  ولكن كيف تستطيع تأمين ذلك لها 

أرادت أن تتحدث مع أحد فكانت سوف تغلق الباب وتذهب إلي “أحمد”  أو ربما “سلمي”  لتشكي له همها ولكن أوقفها صوت تلك الرجل الغريب الذي أتي الأن ولا تعلم من هو ربما أحد الزبائن هذا ما توقعته. 

الرجل:  

_السلام عليكم. 

خديجة: 

_ وعليكم السلام. 

الرجل: 

_ كنت أريد السيد “أحمد عمر المنصور”……. هل هو هنا؟ 

خديجة بحزن: 

_ لا ليست هنا من أنت يا سيدي. 

الرجل: 

_ أنا صديق له وكنت أريده في عمل. 

خديجة: 

_ لقد توفي منذ أربعة أشهر. 

الرجل بحزن شديد: 

_ رحمه الله هل تعلمين أين أبناءه لأقوم بواجب التعزية. 

خديجة: 

_ أنا هي أبنته الكبري. 

الرجل: 

_ أعتذر أنا لا أعلم أبناءه لذلك لم أعلم أنك أبنته. 

خديجة: 

_ لا عليك يا عمي تفضل بالجلوس. 

بعدما جلست” خديجة” ومعها تلك الرجل. 

الرجل: 

_ هل تريدين أين مساعدة يا أبنتي ف والدك كان عزيز على كثيراً لا أعلم إن كنت تعلمين من أنا أم لا ولكن أنا من هذا المكان وأنا و والدك أصدقاء منذ الطفولة وأعرف أيضا عمك “منصور” و”شاكر”. 

بمجرد أن ذكر أسم” منصور” و”شاكر”  بدأت تشعر بالقلق الشديد حيال ذلك؛  ولم تستطع أن تصمت فأخبرته. 

_________________

ماذا سوف تخبره “خديجة”؟ 

و هل تلك الرجل جيد؟

عن المؤلف