كتبت: هاجر حسن
جميعنا نبحث عن فرصة ثانية، فرصة لإصلاح أخطاء الماضي، ولإعادة ترتيب ما أفسدناه في أنفسنا وفي الحياة. نتمنى لو أن هناك عصا سحرية تمنحنا بداية جديدة، تمحو ندمنا وتصحح مسارنا.
ولكن الله، العليم الخبير بنفوس عباده، منحنا فرصًا لا تُحصى لإصلاح ما أفسدناه، فرصًا قد لا يقدر البشر على منحها لبعضهم البعض، فرص تعيد الأمل إلى القلوب، وتزيل البقع السوداء التي تكاد تطمس نورها.
ومن أعظم هذه الفرص: شهر رجب.
إنه رسالة ربانية تدعو قلبك للاستفاقة، لتجعل من نفسك درعًا يحميك من وطأة الذنوب، فالظلم في الأشهر الحرم مضاعف. وقد نبهك الله سبحانه وتعالى بقوله: “فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُم”.
رجب هو الشهر الذي يعظم فيه المؤمن شعائر الله، ويقوي فيه قلبه على الطاعة، ويجاهد فيه ليمضي في طريق رضا الله. وكما قال الله تعالى: “ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.”
اغتنم هذه الفرصة الثمينة، أنِر قلبك وعقلك، جدد إيمانك، وأصلح أخطاءك، اعتذر لنفسك عن ماضٍ أثقل روحك، واجعل من رجب بداية عهد جديد تزهر فيه روحك بنور الله وطمأنينة القلب.
رجب كالبذور الطيبة التي إذا غرستها في أرض قلبك، أثمرت روحًا طاهرة وإيمانًا متجددًا. إنه قطار الفرص الإيمانية، إن لحقت به متأهبًا، سيحملك إلى شعبان، ويقودك إلى جنة رمضان بقلب مشرق آمن.
اغتنم الفرصة، وانطلق الآن، وابدأ رحلتك الإيمانية في رجب، وصولاً إلى شعبان، لُتضيء قلبك في رمضان وفي دنياك بنور الإيمان.
المزيد من الأخبار
إلى فيروز نهاد حداد
الوقت لا يشفي الجراح
الاختلاف والتغيرات