إلى من تهيبته القلوب واهتزت لأجله الأركان

Img 20241223 Wa0041

كتبت مريم ناجي

يا من نسج القدر خطاه بخيوط النور، ووشح أيامه بعبق الخلود، أكتب إليك وقد أثقلني الحنين، وامتد بيني وبينك بحر من الصمت، لا قاع له ولا شطآن، أيها المتوغل في أحشائي كالنصل، تسكن في طيّات روحي كقصيدةٍ قديمة، أراك رغم الغياب، تسكن في حنايا الزمان كظل نجمٍ لا ينطفئ، أتُراك تدرك كم أُرهقت من حمل أسرار الوجدان التي لا تُقال؟ أخفي بين الضلوع جمرة أحرقتني، وأتظاهر بالبردانِ كي لا يفضحني اللهب، أنت صوتٌ في داخلي، يلعو إذا ما سكن الكون، ويرتجف إذا ما استكان قلبي، كم أود لو أخبرك أنني أراك في كل غيم عابر، وفي كل نسمة تتوسد وجنتيّ، وكأنك قدرٌ محتوم لا مفر منه، كم تمنيت لو يسكنك الوصال كما يسكنني، وكم تمنيت لو تُدرك أنني ألتحف ذكراك كل مساء، وأغفو على أملٍ مستحيل، إن كنت تعلم ما في القلب، فرفقًا به، وإن كنت تجهل، فتلك طامة أخرى تثقل الروح، أنت مرفأ أحلامي الغارقة، وضوءُ شمعة تتأرجح وسط عواصف العدم، ابقَ، لا أرجوك إلا أن تبقى كما أنت؛ غامضًا كالنجم، عميقًا كالمحيط، ومعلقًا في روحي كحلمٍ لا يستفيق. 

 

عن المؤلف