طريقي

Img 20241223 Wa0112

 

الكاتبة: رضوى سامح عبد الرؤوف 

 

بالعام الماضي يوم ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٣ قمت بكتابة ما تعلمت منه من سنة ٢٠٢٣بشكل مختصر، وعلى أساس ما تعلمته سوف أقوم بتطويرهُ عام ٢٠٢٤ وكان باسم (تغير جذري بحياتي)، واليوم سوف أكتب ما تعلمته من ٢٠٢٤ التي على وشك الانتهاء، وسوف أكتب ما أريد تحت عنوان طريقي، ولأكون صادقة لا أعلم من أين أبدأ؟ وماذا أكتب؟

ولكنني أعلم أن عام ٢٠٢٤ حدث فيه الكثير، ولقد حدث تغيير كبير بي، وبتفكيري أيضًا، دخل أشخاص مختلفة بحياتي، وخرج أشخاص لا يستحقون الوجود بها، وتعلمت أن الآراء يمكن أن تتغير بين اللحظة والأخرى، وأن ليس كل ما تريدهُ يكون سيئ، أحيانًا يكون أفضل مما تختارهُ أنت وتغيير الآراء ليس خطأ، ولكن الخطأ هو التمسك بأشياء؛ لن تجعلك تصل لأي شيء تريدهُ.

“وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرًا لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرًا لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون”. 

لا أعلم كيف أبدأ حديثي، هل أتحدث عن اللحظات السعيدة أم عن اللحظات السيئة؟

لا أعلم ما هو السيئ لحياتي الذي حدث، وما الجيد لحياتي وحدث أيضًا؛ ولكنني أعلم أن هذه السنة كانت أكثر تميزًا من السنة الماضية، أن بآخر عام ٢٠٢٣ قمتُ بكتابة الأهداف التي أريد تحقيقها بعام ٢٠٢٤، وعندما نظرت بها الآن أثناء كتاباتي، وجدت أنني كتبتُ ثمانية أهداف، ولم أحقق منهم سوى أربعة أهداف فقط، والعام الماضي قُلتُ في نفسي: “ليس مهم الكم، المهم القدرة على تحقيق الأهداف”. 

ولكن رغم ذلك حدث أشياء جميلة بحياتي لا أستطيع نسيانها، وحدثت مواقف جعلتني أقرب من أشخاص بحياتي، وجعلتني أرى مكانتي بقلوبهم، ومواقف جعلت ثقتي بنفسي تهتز، وأسأل نفسي العديد من الأسئلة التي لم أجد لها إجابة، ومواقف جعلتني أتقرب من أشخاص لم أكن أريد التقرب منهم؛ ولكن القدر له رأي آخر، وهذا التقرب ليس غير رأيي بشكل كامل، ولكنه كان السبب بتعرفي بأشخاص مميزين، وأرى قلوبٍ جميلة لم أراها بأشخاص كثيرين.

لقد وضعت أحلام أمام عيناي، وأردت تحقيق أحدهم بعام ٢٠٢٤، ولكن ما أريد لم يتوفق مع مشيئة الله حتى الآن، رغم الجهد المبذول والسعي، والتعب النفسي؛ إلا أن لم أصِل لِما أريد، أنني راضية بأمر الله سبحانة وتعالى، وسوف أحاول وسأنتظر حتى تتفق مشيئة الله مع أحلامي. 

“هذا طريقي الذي لم ينتهي بعد، ولن ينتهي طالما أنني على قيد الحياة”.

لا أعلم إذا كان ما أركض خلفه حقيقي أم سراب؟ 

ولكنني أعلم أن الأحلام يمكن أن تتحول لحقيقة بيومًا ما، وأن المرء بيديه تصديق الأحلام، وتحويلها لحقيقة على أرض الواقع، أو ترك كل شيء وأن تتراجع عن طريقك؛ وحينها ستتحول الأحلام لسراب.

بهذا العام بناء علاقات جديدة بكل حب وسعادة، وكسر علاقات قديمة هشه وليس لها أي قيمة، وتقوية علاقات كانت على وشك الإنكسار، ولكنها عادت أقوى الأعلاقات حتى أكثر من ذي قبل، بهذا العام أخذتُ حقي من السعادة والضحك، وأخذتُ حقي من الحزن والألم، وبهذا العام قمتُ بترميم ما تحطم بقلبي عام ٢٠٢٣.

 لقد تعلمتُ بهذا العام:

 “أن أتعامل مثل معاملة الشخص الذي أمامي، ولا أعطي أحد مكانة بحياتي لا يستحقها، ولا أعطي أحد حب واهتمام لا يفهمه”.

“وأن الأخذ والعطاء لابد أن يكونوا متساويان، لا يزيد العطاء عن حدودهُ طالما لا يوجد أخذ ومقابل، حتى لا تكون الخاسر الوحيد، ولا يزيد الأخذ دون أن تعطي أيضًا؛ لأن أخذ دون عطاء يسمى أنانية، ولن تجد أحد يحب الأنانية، أو يتحملها أبدًا وبالتالي فلن يتحملك أنت أيضًا”. 

“وأن العلاقات أهم كنز ثمين، ونادر أيضًا ولن تحصد دائمًا علاقات ممتازة ورائعة، سوف تجد علاقة هشه، وعلاقة ليست متوازنة، وعلاقة قوية، علاقة لا معنى لها، …..الخ، ولكن عليك التمسك بعلاقاتك الجيدة، ولا تتخلى عن الأشخاص يكونون مصدر دعمك حين تحتاج، ومصدر سعادتك حين تحزن، ومصدر قوتك حين تنهار”.

وفهمت مقولة لم أكن أفهمها، ولم أشعر بمعانيها بين الناس، ولكن هذا العام فهمتها وتأكدت منها؛ لأنها حدث معي بشكل خاص وهي: 

“أن كل إنسان له ٢٤ قيراط يأخذهم مقسمين بالحياة، حسب عطاء الله له، وأن الرضا سوف يأتيك وسوف تشعر به حتى لو لم تحصل على ما تريد، أو لم تجني ما حصدت من أجله بالحياة”.

عن المؤلف