الشيماء أحمد عبد اللاه
تجلس وحيدًا في هذا الركن الهادئ، وكأنك تختبئ من صخب الحياة في أحضان الماضي.
هنا، بين تفاصيل هذا المكان، تنبعث الروائح القديمة، وتحيا الذكريات الدافئة التي تأبى النسيان.
الراديو العتيق يروي حكايات أجيال، وصوت الموسيقى المنبعث منه كأنما يُعيدك إلى زمن كان فيه كل شيء بسيطًا وعميقًا.
تُداعب يدك فنجان القهوة، ونظرُك يتيه في تفاصيل النقوش، فتجد نفسك تحاور الزمن.
كل رشفة تحملك بعيدًا؛ إلى حكايا الجَدّات، إلى ليالٍ شتوية حيث السكينة تملأ الأجواء، وحيث كان الحديث يغني عن كل وسائل الترفيه.
ذلك النسيج اليدوي، والإناء النحاسي اللامع، يشهدان على أن الجمال يسكن التفاصيل الصغيرة.
ليس المكان مجرد مساحة، بل هو شعور ممتد في الزمان، يربط الماضي بالحاضر، ويمنحك فرصة لتسترجع جمال اللحظات التي صنعتك.
هنا، في هذا الركن، يدعوك المكان لأن تهدأ، أن تغلق عينيك وتسمع صوت قلبك.
تُذكّرك الحياة بأن السعادة ليست في الزحام، بل في بساطة الأشياء التي تحمل بين طياتها ألف قصة وحكاية.
المزيد من الأخبار
أقبل الإختلاف
حقوق المرأة في الحياة الزوجية
ليت