حوار: عفاف رجب
يقول خالد الحدّاد: وجُودُك في محيطٍ يفهمك وتفهمه، قد يُغنيك عن نصف أدويتك، و يُغنيك عن ثلثي قلقك وثلاثة أرباع تردّدك، وربّما يهبك الطّمأنينة كاملة فالموهبة تنمو بالنظر إلي الأشياء بمنظور مختلف، فإليكم موهبة اليوم.
ياسمين أبو حسين، كاتبة روائية ولها العديد من الروايات والأعمال الورقية والقصص الإذاعية سواء على الراديو أو اليوتيوب، لم تحصر نفسي بنوع أدبي واحد بل تطورت بملاحقة شغفها واستطعت الكتابة في شتى الأنواع، وإن استعصى علها اي نوع كانت تخذه تحدي وتطور نفسها حتى تنجح في صياغته بطريقتها الخاصة.
وإليكم حوارنا مع الكاتبة ياسمين أبو حسين..
_متى بدأتِ الكتابة وما العامل الأساسي الذي جعل الأديبة تطور من ذاتها؟
-بدايتي في الكتابة كانت منذ صغري، فقد كنت احتفظ بصديق سري لي يرافقني دائمًا وهو القلم، كنت أحول اي فرحة أو أي حزن أمر به إلى كلمات، حتى عرفت بعد ذلك أن تلك الكلمات تسمى خواطر، ومع مرور الوقت ونهمي للقراءة بشتى المجالات وجدت نفسي أطور من خواطري بشكل ملحوظ، وعندما زادت ثقتي في نفسي بدأت أخط أول أعمالي الروائية وما أن انتهيت منها حتى اكتسبت أهم شيء يحتاجه الكاتب، وهو الإيمان بموهبته.
_ أكثر الناجحين واجهوا بعض الصعوبات في طريقهم. ما الصعوبات التي واجهتها كاتبتنا المميزة في مسيرتها؟
-انا دائما ما اضع معنى آخر لكلمة صعوبات وهي دروس يجب أن استفاد منها، بأي نقد أو ملاحظة كنت أخذهم على محمل الجد وأعمل على ألا أقع في أي أخطاء مرة أخرى، غير ذلك والحمد لله لم أواجه أي صعوبة حتى الآن.
_من الذي تحب أن تقرأ له الأديبة من الكتّاب القدماء؟ وهل يوجد الآن من الكتّاب من يصل إلى درجتهم في الفكر؟
-دائما ما أحب أن أقرأ ل مصطفى صادق الرافعي، عباس العقاد ونجيب محفوظ، ولا أجد في كُتاب هذا العصر من يشبههم،وذلك ليس تقليلا من أحد انما أنا على اقتناع أن لكل عصر مفرداته ومتطلباته التي تتغير بسرعة كبيرة، ومع ذلك أحب الكاتب الفرنسي غيوم ميسو، والكاتبة منى سلامة، والكاتب أحمد مراد..
ومن خلال اختياراتي للكُتاب يظهر أنني لا أحصر نفسي في نوع واحد من الأدب أو الفكر وهذا ما أثر على شخصيتي ككاتبة نهمة تحب أن تكتب في أي موضوع وعن أي حالة.
_ما رأيك في الكتابة العامية؟ وهل لها تأثير على بعض القرّاء أكثر من الفصحى؟
-الكتابة العامية لها شريحة كبيرة من المحبين والقارئين الجيدين وهذا ذوقهم وهم بالملايين بالمناسبة، ورأيي بها أنها تستطيع ضم شريحة جديدة يوميا من القراء الذين يستصعبون القراءة عامة، والأهم من أن يكون النص باللغة العامية أو الفصحى، هو جودة العمل من حيث المواضيع التي يناقشها ويجد لها حلول تساعد المجتمع على النهوض، والكتابة باللغة الفصحى هي كالأحجار الكريمة النادرة، من يحبها فاز بعقل مثقف واعي وراقي.
_النقد السلبي بالنسبة للكاتبة هدام أم بناء.. وما أثره عليكِ، وما الذي تريدين قوله لنقادك؟ وبماذا تنصحي النقاد عمومًا؟
-النقد السلبي من وجهة نظري هو جرس يُطرق على نقاط ربما أخطأ بها الكاتب أو لم يقدرها بالشكل الصحيح، وإن لم يكن كذلك وكان النقد من أجل الهدم ف أنا لا ألتفت إليه لثقتي بنفسي، وما أريد قوله للنقاد من القراء أنتم أساس عملنا ومن دونكم نحن لا شيء، وأنا أنتظر دائما نقدكم قبل مدحكم لأن ذلك يفيدني كثيرا، ونصيحة من قارئة قبل أن تكون كاتبة للناقدين راعوا دائما أن الكاتب هو بالنهاية إنسان مثلكم وله حياته وإن أخطأ في شيء سهل تصليحه ساندوه لا تجعلوا كلماتكم سيوف على أعناق الكُتاب وقدروا تعبهم.
_وراء كُل شخصٍ ناجح، شخصٌ ما يثق به ويدعمه في كل خطوة، مَن كان مُلهمكِ في نجاحك؟
-ملهمي كان دائما وأبدا هي أسرتي، خاصة أبي رحمة الله عليه وأمي الغالية، وقوفهم دائما في ظهري ودعمهم لي هو سبب استمراري في أكثر شيء أحبه بالحياة وهو الكتابة.
_ما هي أهم الإنجازات الأدبية التي حققتها الكاتبة حتى الآن؟ وإن وجدت حدثينا عنها بشيء من الإيجاز.
-اهم إنجازاتي الأدبية عملي الورقي الأول تائه في غياهب الحب و روايتي الورقية القادمة، واهم رواياتي الاليكترونية “تمرد أسيرة القصر، وعد بلا رحمة، إفاقة الطوفان، تائهة في أودية النسيان، عزبة ريشة”.
_ومن هم أصدقاؤك المقربون إليك داخل الحقل الأدبي وخارجه؟
-صديقتي نرمين همام الكاتبة الرقيقة والتي ساعدتني كثيرا في بداياتي وأكسبتني الثقة على الاستمرار بقلبها الحنون، ولن أنسى الجميلة والصديقة لأغلب كُتاب جيلنا فاطمة عطية صاحبة دار بيت الروايات التي سابقا ما كانت تدعم الجميع في نشر أعمالهم الاليكترونية واكسبتهم قاعدة كبيرة من القراء والآن أصبحت تدعمنا عن طريق دار النشر الخاصة بها وتقضي أغلب وقتها في توفير فرص جيدة لجميع من معها في أن تظهر إبداعهم للنور.
_لكل كاتب عناصر إبداعية يستند عليها، وتساعده على استخراج كل الموهبة الدفينة داخله، ما هي عناصركِ الأبداعية؟
-التعبير عن الأفكار والشخصيات بشكل ملهم لكل القراء، فا تركيزي على الجانب الإنساني لكل شخصية أكتبها من أهم عناصري التي أتميز بها وأجدها مترجمة دائما في تعليقات القُراء بقولهم انكِ جعلتنا نشعر ونرى الابطال وكأنهم حقيقيون ويعيشون حولنا.
_مقولة تؤمنين بها، وذات أثر على نفسك.
-إنَّني لا أتمنى أن أصل إلى سن المئة كما يتمنى غيري، وإنما أتمنى أن تنتهي حياتي عندما تنتهي قدرتي على الكتابة والقراءة.
_رسالة تودين إرسالها للكتاب المبتدئين.
-يجب أن تتعلموا الأسس الهامة للكتابة والتأليف، هناك “ورش” كثيرة يجب أن نلتحق بها لتنمية موهبتنا وإلا لن نطيل البقاء وسط الكبار من الأدباء.
_وقبل الختام ما الذي يجعل الكاتب متميز وهل التميز له علاقة بأن يكون للكاتب قراء كُثر؟
-ما يجعل الكاتب مميز عن غيره هو موهبته اولا، وعقله الخصب بالافكار والمواضيع التي لا يجب ان تتكرر، وإن آمن بنفسه ووثق بقلمه وإحترمه قبل أي شيء؛ فا بالتأكيد سيزيد القراء لديه بسرعة كبيرة.
_وبالنهاية؛ بما تود أن ينهى حوارك معنا.
-بالأماني الطيبة والنجاح لي ولجميع الكُتاب المشاركين في معرض الكتاب ٢٠٢٥.
ومنا نحن مجلة إيفرست الأدبية نتمنى التوفيق والنجاح الدائم للكاتبة ياسمين أبو حسين فيما هو قادم لها إن شاء الله.
المزيد من الأخبار
شروق علي.. من القليوبية إلى أبرز منصات الإعلام.. قصة نجاح بنت العشرين
لقاء مع الكاتبة الروائية بسنت محمد عمر: رحلة شغف وحلم يتحقق
الكاتبة تغريد أحمد بحوار داخل مجلة إيفرست الأدبية