المحاورة: رحمة محمد”روز”
للكتابة سحرًا عجيب، يمكنك عن طريقها تفريغ مَا بداخلك، وسرد شجنك بطريقة تجذب الآخرين، وربما تعبر عن ما يجوف بداخلهم، ولا يستطيعون التفوه عنه، معنا اليوم موهبة جديدة من مواهب الكتابة، وهو الكاتب”مجدي علي”.
-حديثنا مع موهبة اليوم، سوف نبدأ بالتعرف عليه، مَن تكون وأين كانت المنشأة؟
_أنا الكاتب مجدي علي، كاتب مصري وُلِدتُ في مدينة الإسكندرية.
-موهبة الكتابة ليست بموهبة سهلة علىٰ الإطلاق، كيف بدأ الأمر معك؟
_كانت بداية كل شي عن طريق مكتبة مدرستي في الإعدادية، والتي كانت مثل المفتاح الذي فتح لي أبواب حب القراءة، والمعرفة ثم تطور الأمر لتجربتي أن أكتب، كانت هواية في البداية، ولكنني اكتشفت في ما بعد أنني موهوب بها وصرت شغوفًا بتلك الموهبة كثيرًا.
-يظل الإنسان تائهًا إلى أن يعلم دوره فِي الحياة، هل دورك ككاتب كان له تأثيرًا فِي حياتك؟
_أجل كثيرًا فقط ساعدني على اكتشاف نفسي أكثر، والتعمق داخلي، وإطلاق العنان لخيالي، مما سمح لي بإيجاد عالم أهرب إليه عندما تضيق بي حياتي.
-لكُل كاتب هناك لقبٌ يتخذه ليعبر عنهُ، فهل لديك لقب يعبر عنك؟
_أجل في الواقع لديَّ لقبان وليس واحدًا فقط، لقبي الأول هو “هانتر” والذي يعني الصياد أو القناص والذي يمثل طبيعتي الهادئة العملية، التي تحب العمل بهدوء، وجد في طريقها لاصطياد النجاح، أما لقبي الثاني وهو “مُلهَم” الذي يعبر عن حبي للتأمل واستمدادي للإلهام من ما هم حولي.
-كم كان عُمرك عِندمَا علمت أنك تحمل موهبة الكتابة؟
_كان عُمري حينها ثلاثة عشر عامًا عندما كنت في الصف الثاني الإعدادي، وكانت هذه هي بداية رحلتي.
-هناكَ مقاييس، وضوابط لكُل موهبة علينا اتباعهَا، فمَا هي مقاييس، وضوابط الكتابة من وجهة نظرك؟
_كتابة شيء راقي وله رسالة هادفة يترك أثرًا جيدًا في نفوس كل من يقرأ، ويلمس داخلهم بطريقة لطيفة تنبههم لحقيقةٍ ما، وتجنب الكلام البذيء الذي يحط من موهبة الكاتب وشأنه وشأن الكتابة.
-هل خشيتَ الفشل مِن قبل؟
وكيف كنت تتعامل مع الخوف؟
_نعم كنتُ أخشى كثيرًا من الفشل، كنت أتعامل مع خوفي عن طريق شخصيتي التي رغم هدوئها؛ إلا أنها تنافسية جدًا، وتكره الهزيمة والاستمرار، وترفض الخسارة وكذلك كنتُ مؤمنًا جدًا بموهبتي.
-العُمر هو قطار يسير بِنا مُسرعًا، إن لم نُخطط لهُ، فسوف يفوتنا القِطار، فمَا هي رسالتك التي تريد إيصالها من خلال موهبة الكتابة؟
_توعية الناس، وترك أثر لطيف بداخلهم، ولفت النظر إلى أهمية وجود الكاتب، ورسالته والهدف منه، وأن الكتابة هي فنٌ نبيل يجب أن يرتقي ويتنزه عن كل ما خو دنيء، ومن الذين أحب أن أطلق عليهم “أشباهَ الكُتَّاب” إن صحَّ التعبير.
-الدعم هو شيء كبيرٌ نسبةً لكُل إنسان فِي الحياة، يمكنك حجب الستار وإخبارنا هل كان من يدعمك ببداية مشوارك الكتابي؟
_داعمي الأول كانت أمينة المكتبة التي كانت تحثني على متابعة سيري في هذا الطريق، وكذلك الكاتب مروان محمد، والكاتبة فاطمة محمد، ولكن أصبح لديَّ الكثير من الداعمين على مدار الطريق.
-هل هناك أي نجاحات قد حققتها خلال مسيرتك؟
_كتبت عدة روايات، وكذلك الكثير من النصوص، والشِعر ونشرت رواية إلكترونية، وكذلك افتتحت مؤسسة لتعليم الكتابة بمساعدة الكاتبة مايا أحمد، التي هي من أفضل رفاق دربي في هذا المجال، والهدف من تلك المؤسسة هو نقل رسالتي إلى أكبر عدد من الكُّتاب الصغار، لينشئوا على عقلية سليمة تعرف المعنى، والهدف من وجود الكاتب.
-هل سبق لك وتعرضت لفقدان الشغف؟ وإن لم تتعرض، فهل لديك أفكارًا للتعامل معهُ؟
_ليس حقًا، ولكن كنت أنشغل أحيانا بحياتي عن الكتابة، وهذا كان يزعجني، أتلاشى تلك الأفكار عن طريق الدعم الذي أتلقاه ممن هم حولي.
-كمَا نعلم أن للكتابة بحورًا كثيرة، فمَا هو الفن الأدبي الذي تفضله، أو مقرب لقلبك أكثر، وتحبّ قرأتهُ؟
_فن الأدب النثري من روايات ونصوص، وكذلك فن الشِعر وتحديدًا العصر الجاهلي.
-مَا مفهومك عن النقد بوجهة نظرك، وهل سبق وتعرضت لهُ مِن قبل؟
_النقد هو بيان نقاط قوة، وضعف العمل الذي أمامك بطريقة متحضرة، ومهذبة خالية من الإساءات الشخصية، ومضافًا إليها نصائح بنَّاءة، بالطبع تعرضت للنقد فأنا كاتب مثلي مثل أي كاتب “كلنا مميزون ولكن لا أحد منا كامل”.
-مَا رأيك بكيان أبصرت، وهل قدما لك الدعم؟
_كيان رائع، ومن أفضل الكيانات التي تعاملت معها، بالطبع كان هو صاحب أكبر فضل عليَّ بعد الله سبحانه وتعالى، وتلقيْتُ منه الكثير من الدعم.
-قبل إنهاء حوارنا، أترك لنا خاطرة لا تتعدى الخمسة أسطر، ولك حرية إختيار الموضوع.
_وها هو ذا اللونُ المرير من الحياة يعود من جديد، خليط الأبيض والأسود… نعيمُ ممتزج بالألم، أسمع معه صرخاتِ وعيولٌ آتٍ من على بُعدِ أميال، تلك الصرخات الآتية من قاع جهنم، آلامٌ امتزجت بلونٍ فريد… وكان هو الرمادي.
> گ: مـجــ𓂆ــدي عـلـ𓂆ــي”هــانتـ𓂆ــر”
-ها قد وصلنا إلىٰ قاع حوارنا، كيف كان بالنسبة لك، وهل لديك أي ملاحظات؟
_لقد كان حوارً جيدًا، ومثمِرًا حقًا، لا توجد ملاحظات دام اجتهادكم وتفوقكم.
-وجه فكرة لمجلة إيفرست الأدبية يمكنها العمل عليها لدعم المواهب أكثر.
_إيجاد طريقة لإيصال السيرة الذاتية الخاصة بالكُتاب إلى دار نشرٍ لعل أحد الكُتاب يستفيد بذلك.
لقد سعدنا بالتحدث مع الكاتب الشاب”مجدي علي” مُتمنيين له التوفيق في القادم، وإلى اللقاء؛ حتى يجمعنا لقاء آخر.
المزيد من الأخبار
حوار مع الكاتبة إيمان فاروق بمجلة إيفرست الأدبية
مجلة إيفرست الأدبية تستضيف الكاتبة مني أحمد حافظ
فوزية عبد الحميد: من الأمومة إلى التميز في الإدارة