الكتابة:- سلسبيل حسين
في حياتنا تختلط المشاعرُ والأدوارُ، وتتشابكُ الأماني مع الواجبات، فيظلُّ الحبُّ هو المحورَ الذي يدورُ حوله الكونُ. ما أعظمَ أن تختاري شخصاً لا تكونين معه فقط زوجةً، بل أماً، صديقةً، وأختاً. إنَّ الحنانَ ليس مجرد شعور، بل هو اختيارٌ عميقٌ يُزرعُ في القلبِ ويغذيه العطفُ. فإذا كنتِ تسعين لاختيار شريك حياتك، فلتكن الأيدي التي تمتدُّ إليكِ قادرةً على حمل أحلامِ أطفالكِ قبل أن تكون قادرةً على حملِ قلبكِ.
الحبُّ في جوهره هو العطاءُ دون انتظارِ مقابلٍ، هو أن تختاري من يسكنُ قلبكِ ويمنحكِ دفءَ الحياةِ. لكن ماذا لو كانت الرفقةُ التي اخترتِها قادرةً على رعايةِ البراءةِ التي تزرعينها في قلبِ طفلكِ؟ ما أروعَ أن يكونَ الحنانُ هو الأساسَ الذي تبنين عليه بيتكِ، وأن يكونَ العطفُ والتفاهمُ هما أعمدةَ علاقتكِ. حينها فقط، ستجدين أن العلاقةَ ليست مجردَ ارتباطٍ، بل هي رحلةٌ تُستَمدُّ من رقةِ المشاعرِ، وتُحَاكُ من خيوطِ الأملِ، وتمضي في مسارها بهدوءٍ يسكنه الأمانُ.
الحنانُ هو العهدُ الذي لا يتغيرُ، هو أمانٌ لا يتزعزعُ، ولذا اخترتُه أبًا حَنوناً، لأنه وحده من يستطيعُ أن ينقلكِ من ضوضاءِ الحياةِ إلى عالمٍ من السكونِ، حيث يعيشُ الحبُّ ويكبرُ، حيث يتغذى الأطفالُ على الحنانِ وتزهرُ الأرواحُ.
المزيد من الأخبار
صراع
ماشي
بين طيات الزحام