كتبت منال ربيعي
الألم… ذلك الشعور الغامض الذي يتسلل إلى أعماق الروح دون استئذان، كضيف ثقيل يطرق أبواب القلوب في لحظات الضعف. ليس مجرد وجع جسدي، بل هو جرح خفي يترك أثره في النفس والذاكرة، يغير ملامح الأيام ويجعل اللحظات الجميلة تبدو بعيدة كحلم. حينما نعاني، تتبدل ملامح العالم من حولنا؛ تصير الألوان باهتة، والأصوات مكتومة، وكأن الكون بأسره قد اتشح بالسواد.
لكن الألم، رغم قسوته، يحمل في طياته حكمة خفية. إنه معلم صامت يعلمنا الصبر ويكشف لنا عن قوتنا الكامنة، يجعلنا نُقدّر اللحظات الصغيرة التي تمر دون وجع، ويمنحنا فرصة لإعادة اكتشاف ذواتنا التي كثيراً ما تُهمل وسط صخب الحياة. الألم يوقظ فينا مشاعر دفينة، ويضعنا وجهاً لوجه مع حقيقتنا العارية.
الألم ليس عدواً، بل شريك في رحلتنا الإنسانية، يذكرنا بأننا أحياء، نحب، ونخسر، ونتعلم. إنه يربطنا بالآخرين، فالكل يحمل ندوبه الخاصة. وفي أحيان كثيرة، يكون الألم بداية لشيء أجمل، كزهرة تنمو من رحم الأرض القاسية.
لذلك، لا تهرب من الألم، بل احتضنه وتعلم منه. ففي كل دمعة تنهمر، وكل آهة تُطلق، هناك درس ينتظرك، وحكمة تُصاغ، وروح تُصقل لتصبح أقوى وأكثر إشراقاً. في الألم، تجد بذور الشفاء والقوة.
المزيد من الأخبار
صراع
ماشي
بين طيات الزحام