ذكرى عيد الميلاد

Img 20241128 Wa0103

كتبت: زينب إبراهيم 

 

هناك من يعتقد أن أية من الذكريات الجميلة التي تحدث في تلك الحياة هي محض سخرية أو فكاهة لا أصل لها من الصحة مثل ذكرى عيد الميلاد، فبعض الناس يرون أن ذلك اليوم هو أتعس ليالي حياتهم؛ لكني لا أرى ذلك حقيقة على الاطلاق، فيوم ميلاد الإنسان هو ذكرى سعيدة وتتسم بالأحلام التي تولد معه منهم من يستطيع تحقيقها والشعور بلذة فرحتها على عكس الآخرين الذين يشيدون أمنيات في خواطرهم ويسعون جاهدين لامتلكها ذات يوم وأحيانًا يلقونها بعرض الحائط؛ لأنهم لا يملكون الحق في الحلم أو رجاء أي شيئًا من الحياة، فأولئك الفئة من الناس وجدوا أنفسهم تحت انصياع لأوامر غيرهم ووضعوا خطة أو سبيل يسيرون عليه دون أن يحيدوا عنه؛ لكنهم أيضًا قد يحظون بفرصة الاختيار في أي وقت والله أعلم، أما عن الذين يسعون لابتغاء ما يظنه الآخرين مستحيلاً هؤلاء قاموا بصراع الظروف والأجواء التي تردعهم من حظي بما يريدونه؛ لكن هذا ليس حديثي عن ذكرى عيد الميلاد، فإن تلك الذكرى هي مفتاح لذكريات أخرى ننشئها في حياتها؛ حتى تكون مصدر لبهجة في حين الشجن الذي يأتي مع الليل أو في أي وقتًا كان، فإن المرء لا يقدم إلى الدنيا هباءًا عليه أن يضع أثره فيها قبل أن يتركها ويرحل؛ لأنه دون بصمة خاصة به ما الذي يجدي نفعًا قدومه إلى الحياة؟ 

أولاً إن الإنسان خلق، حتى يعبد الله سبحانه وتعالى؛ ثم ليعمر الأرض التي سخرها ربنا إليه، حتى يستخدمها فيما ينفع الغير؛ ثم ليكون عونًا لأخيه وغيره في أمور شتى مثل يكن له السند حينما يقع في مأزق ما، يشد بعضه بعضا على طريق الهداية والخير، نصرة الحق والمظلوم، ينفع غيره بما يستطيع، جبر خاطره ولا يكن هو الذي يهدم عزيمته وقواه…. إلخ ولا ننسى نصيبنا من الآخرة؛ هي ميعادنا وحياتنا السرمدية، فإن موعدنا هناك محدد لا يؤخر ساعة أو يسبق؛ لذلك علينا السعي في بناءها جيدًا بالأعمال الطيبة التي تسرنا يوم العرض على ربنا سبحانه وتعالى، فإن الذي يكرم أيضًا بدين الاسلام لا يعد من التعساء ذلك حظ وفير لا يغنمه الكثير كونك قد ولدت في هذه الدنيا مسلمًا نعمة عظيمة وفضلاً منه عليك أن تحمد الله عليها.

عن المؤلف