لـِ محمد صابر
هناك جروح تندمل مع الزمن، وجروح تختبئ تحت قشرة الأيام، لكنها تبقى حية في أعماق الروح. أما جرح الأهل، فهو الجرح الذي لا يندمل، مهما مرت السنوات، كيف يشفى قلب مزقته يدٌ كان يجب أن تحتضنه؟ كيف تنسى روح أرهقتها خناجر من ظنتهم ملاذها الآمن؟
المجروح من أهله يحمل على كاهله ألماً مختلفاً، ألماً لا دواء له سوى العفو، ولكن كيف يعفو من لم يجد تفسيراً؟ كيف يسامح من لم يسمع كلمة اعتذار؟ يصبح الجرح ندبة ترافقه في كل خطوة، تذكره بأن الحب الذي تمنّاه كان خديعة، وأن الحصن الذي احتمى به كان أول من خذله.
يعيش المجروح من أهله بين نقيضين: بين حاجته للحنان وبين خوفه من التقرّب مرة أخرى. يُغلق أبوابه أمام العالم، لا لشيء إلا لأنه يخشى أن يعيد الزمن خيانته، قد يتعلم أن يبتسم، أن ينجح، أن يبدو قوياً، لكنه في داخله يبقى ذلك الطفل الذي بكى يوماً ولم يجد من يمسح دمعته.
إنه ألم لا يشفى، لكنه يعلمنا درساً قاسياً: أن نعتمد على أنفسنا، وأن نمنح الحنان لمن يحتاجه، حتى لا نكون سبباً في خلق جرح جديد لن يشفى أبداً.
المزيد من الأخبار
أقبل الإختلاف
حقوق المرأة في الحياة الزوجية
ليت