اليأس

Img 20241124 Wa0014

كتبت منال ربيعي

. في لحظات اليأس تبدو الأحلام كأطياف بعيدة، تهيم في الأفق كأنها سراب لا يمكن إدراكه. نقف حائرين أمام زحام الأفكار، نشعر أن العالم يدور من حولنا ونحن جامدون، نتساءل عن جدوى الجهد وعن معنى السعي. يتحول الحلم الذي كان يومًا نبض القلب إلى عبء ثقيل، كأن الزمان يأبى أن يمنحنا فرصة واحدة لنلامس ما كنا نؤمن به.

 

لكن، في أوج ذلك الظلام، يتسلل شعاع صغير من الأمل، يخبرنا أن الضياع ليس نهاية الطريق. فالضياع قد يكون استراحة المحارب، واليأس لحظة عابرة تسبق انبعاث الروح. ربما تحتاج الأحلام أن تضيع أحيانًا لتجدنا في صورة أقوى، فنحن لا نكتشف قوتنا الحقيقية إلا حين تشتد علينا المصاعب.

 

الحلم الذي يضيع اليوم قد يُعاد رسمه غدًا بيدٍ أكثر ثباتًا. فلنؤمن أن كل سقوط هو دعوة للقيام، وأن اليأس ما هو إلا معلم قاسٍ يختبر صبرنا ويهيئنا للنهوض مجددًا. والأهم، ألا نترك ظلال الأحزان تخفي عنا ذلك الشعاع الذي ينبض في أعماقنا، يُذكرنا أننا ما زلنا أحياء، وقادرون على المحاولة. 

عن المؤلف