كتبت الطاهر عبد المحسن
الفصل الرابع: دعوة غير متوقعة
بعد مرور أسبوع من اللقاء الأول، كان أحمد بيمر يوميًا عبر السوق العربي، بيبص على رمانه بابتسامة، ويتبادل معاها كلام بسيط. بقت حياتها اليومية شوية متغيرة بوجوده، وأصبح ليه مكان في قلبها بدون ما تحس. هو كان دايمًا بيحاول يعرفها أكتر، وهي كانت شايفة فيهو حاجة مختلفة عن باقي الناس.
في يوم من الأيام، أحمد وقف قدام رمانه وقال ليها بابتسامة دافئة:
أحمد:
“رايك شنو لو طلعنا شوية مع بعض؟ في جزيرة توتي، في مكان هادي. بنشرب قهوة، ونتكلم عن أي حاجة.”
رمانه اتفاجأت من الدعوة، بصت ليه بدهشة وقالت بخوف:
رمانه:
“جزيرة توتي؟ أنا ما متعودة أطلع، يعني… الناس في المكان دا ممكن ما يقبلوا.”
كانت متخوفة، ما كانت عايزة تخرج من مكانها المألوف. لكنها لما شافت نظرة أحمد الهادئة، حسّت بشوية طمأنينة.
أحمد:
“ما في حاجة تخوف، لو ما عجبتك الحاجة، بنرجع. بس هي فرصة نرتاح شوية ونحكي براحة.”
رمانه فضلت لحظة تتردد، لكن قلبها كان بيقول ليها تدي لنفسها فرصة. أخيرًا قالت بصوت هادي:
رمانه:
“موافقه، لكن لو حسيت بأي حاجة غريبة، بنرجع فورا.”
أحمد ابتسم وقال بحماس:
أحمد:
“إنتِ هتقرري، وما في شيء هيدايقك. كله حيكون تمام.”
تحركوا مع بعض لجزيرة توتي. المكان كان هادي جدًا، والهواء العليل كان بيخلّي كل شيء حواليهم يرتاح. لما وصلوا، جلسوا في كافيه صغير بيطل على النهر. المكان كان شبه فاضي، بس في شوية ناس قاعديين يتناولوا مشروباتهم بهدوء. أحمد طلب قهوة، ورمانه اختارت تشرب شاي. بدأ الحديث بينهم.
أحمد:
“شايفة؟ دا مكان هادي، مافي زحمة، مافي ضغوط. بنقدر نتكلم براحة.”
رمانه:
“ما كنت متخيلة إنو في أماكن زي دي في الخرطوم. كنت دايمًا فاكرة إنو كل حاجة هنا زحمة وناس تعبانين.”
أحمد:
“الزحمة مش كل شيء. الحياة لازم فيها لحظات هاديه، زي دا.”
الكلام كان بسيط، لكن كان فيه عمق. رمانه حست بحاجة غريبة في داخلها، زي لما تشوف حاجة جديدة بتبدأ. كانت تمسك فنجان الشاي، وفجأة حسّت إنو الحياة ممكن تمنحها أكثر من مجرد البقاء، يمكن تمنحها لحظة من الأمل.
رمانه (بتردد):
“لكن… أنا ما متعودة على كده، على الهدوء ده. دا نوع من الأمل؟”
أحمد:
“الأمل مش دايمًا في شكل واحد. يمكن في حاجة جوّاك ما كنتِ حاسة بيها، ممكن تكون هي التغيير. بس لازم تديها فرصة.”
رمانه بصت ليه، وحست بشوية أمل جوّاها. ما كانت عارفة إذا كانت هتقدر تعيش اللحظة دي أو لا، لكن في حاجة في كلامه خلتها تحس بالأمل لأول مرة بعد وقت طويل.
أحمد، هو كمان بدأ يحس إنو في حاجة بدأت تتغير في حياتو. كانت اللحظة دي بالنسبة ليهم بداية لشيء جديد، شيء مليان أمل وحياة.
المزيد من الأخبار
وتفاقمت المسافات
وتفاقمت المسافات
وتفاقمت المسافات