كتبت منال ربيعي
. الوحدةُ سيفٌ ذو حدين، تَغمسُ روحك في الصمت وتُعرّيك من زحمةِ العالم، لكنها في ذات الوقت تُلقي بك في ظلالٍ من الخوف. إن الوحدة حين تعانقك تُشعِرك بالاختفاء من أعين الناس، كأنك شجرةٌ صامتة في غابةٍ مقفرة، تقف وحيدةً تحت رحمة الريح والعتمة.
الخوفُ من الوحدة ليس مجرد هروبٍ من غياب الآخرين، بل هو خوفٌ من مواجهة النفس، من الصمت الذي يُجبرنا على سماع أصواتنا الداخلية. إنها لحظةٌ تقف فيها أمام مرآةِ ذاتك، بلا زخارف أو أقنعة.
لكن، أليست الوحدة أيضًا نافذةً نحو السلام؟ أحيانًا، نحتاجها لنلمس حقيقتنا، لنتعلم أن نكون أصدقاءً لأنفسنا قبل أن نطلب الصداقة من الآخرين.
الخوفُ من الوحدة يكمن في فقدان الإحساس بالأمان، في الظن بأن العالم قد أغلق أبوابه علينا. لكن، لعلّها فرصةٌ لنكتشف أن الضوء ينبع من الداخل، وأن الصحبة تبدأ من النفس، حتى لا نخشى الوحدة إذا باغتتنا يومًا، بل نستقبلها كرفيقٍ مؤقت يعيننا على فهم العالم.
المزيد من الأخبار
صراع
ماشي
بين طيات الزحام