حَيَاةٍ مَرِيرَةٍ وَمَوْتِ الْفُجْأَةِ

Img 20241121 Wa0027

 

كتب مُحَمَّدُ جَمَالٍ

 

مِنْ الْقُدْوَةِ

 

هَذِهِ عَادَةُ هَذَا الْجِيلِ الَّذِي نَسِيَ كُلَّ شَيْءٍ وَأَصْبَحَ جِيلًا أَنَانِيًّا لَا يُحِبُّ إِلَّا نَفْسَهُ وَلَا يَتَحَمَّلُ الْمَسْؤُولِيَّةَ. كَالْعَادَةِ عِنْدَمَا عَلِمْتُ بِالْأَمْرِ نَزَلْتُ إِلَى الشَّارِعِ وَتَحَدَّثْتُ مَعَ أَحَدِ أَصْدِقَائِي وَقُلْتُ لَهُ: مَاذَا حَدَثَ لِهَذِهِ الْفَتَاةِ؟ فَقَالَ لِي: هَذَا جِيلٌ نَشَأَ عَلَى التَّرَفِ وَالْغِنَاءِ. قُدْوَةٌ لَهُمْ هُمْ الْمُمَثِّلِينَ وَلَاعِبِي كُرَةِ الْقَدَمِ. كُلُّ فَرْدٍ فِي هَذَا الْجِيلِ إِذَا أَصَابَهُ أَيُّ أَذًى أَوْ وَقَعَ فِي مُشْكِلَةٍ يَقُولُ: سَأَقْتُلُ نَفْسِي، وَبَقِيَتْ هَذِهِ الْحِيلَةُ عَادَةً يَا صَدِيقِي فِي هَذَا الْجِيلِ، وَكَانَتْ هَذِهِ الْفَتَاةُ تُحِبُّ أَحَدًا فِي الْمَدْرَسَةِ، وَهَذَا لَيْسَ حُبًّا كَمَا تَعْلَمُ، بَلْ لُعَبَ أَطْفَالٍ. إِنَّهُمْ كَالْأَطْفَالِ وَاللَّهِ. إِذَا أَرَادَ لُعْبَةً يَبْكِي حَتَّى يَشْتَرِيَهَا لَهُ أَبَاهُ. قَالَتْ لِأَبِيهَا: صَدِيقِي فِي الْمَدْرَسَةِ يُرِيدُ أَنْ يَتَقَدَّمَ لِي. فَقَالَ لَهَا أَبَاهَا: مَنْ هَذَا الصَّدِيقُ؟ هَلْ يُرِيدُ حَقًّا أَنْ يَتَقَدَّمَ لَكَ؟ قَالَتْ نَعَمْ، وَبَعْدَ مُرُورِ أُسْبُوعٍ لَمْ يَأْتِي أَحَدٌ. سَأَلَ وَالِدَهَا عَنْ هَذَا الشَّابِّ فَلَمْ يَجِدْهُ فِي الْمَدْرَسَةِ إِطْلَاقًا، بَلْ طَرَدَهُ مِنْ دِرَاسَتِهِ، وَكَذَلِكَ كَانَ قَدْ فَشِلَ قَبْلَ ذَلِكَ بِعَامَيْنِ، فَسَأَلَ عَنْهُ وَالِدَهَا فِي بَلْدَتِهِ فَوَجَدَ أَنَّهُ لَا يَعْمَلُ، بَلْ يَجْلِسُ فِي الْمَقَاهِي وَلَا يَفْعَلُ شَيْئًا. أَيَّ شَيْءٍ، فَذَهَبَ إِلَيْهِ وَتَحَدَّثَ مَعَهُ، إِلَّا أَنَّ هَذَا الشَّابَّ أَنْكَرَ ذَلِكَ كُلَّهُ، بَلْ وَقَامَ بِالتَّطَاوُلِ عَلَى وَالِدِ هَذِهِ الْفَتَاةِ لَفْظِيًّا، وَنَشَأَتْ مُشَاجَرَةٌ بَيْنَهُمَا فِي الْمَقْهَى، وَبَعْدَ فَتْرَةٍ وَجِيزَةٍ ذَهَبَ الصَّبِيُّ إِلَى الْمَدْرَسَةِ وَأَخْبَرَ هَذِهِ الْفَتَاةَ بِمَا حَدَثَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ وَالِدِهَا. ثُمَّ عَادَتْ الْفَتَاةُ إِلَى الْبَيْتِ وَقَتَلَتْ نَفْسَهَا . . . . . . . . . .

عن المؤلف