نهج النبي؛ سراج في ظلام الفتن

Img 20241110 Wa0072

 

كتبت: هاجر حسن 

 

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}

 

 

في هذا الزمان الممطر بالفتن كغيث عاصف، تتلاطم فيه أمواج الشكوك، وتغمر القلوب في ظلمات البدع، وتضطرب الفتاوى وتذبل القيم. يتوارى ضوء القدوة وتضعف الثقة، فيضيق القلب وتتكاثر الهموم، ويصبح العقل مشوشًا، كأنك معلق بين السماء والأرض، لا تدري أي طريق تسلك. 

 

في تلك اللحظات الحالكة، ابحث عن نور سنة نبيك، وتَتَبّع خطاه، واجعل منها حصنًا تستند إليه وقوة تسكن قلبك. سرّ على نهجه بثبات، واحتضن سنته بروحك وعقلك، واجعل القرآن معلمك محمدًا صلى الله عليه وسلم قدوتك. امضِ واثقًا، فهي طريق النجاة في الدنيا والجسر الذي يعبر بك إلى الأمان في الآخرة. 

 

خذ من سنته الكلمة الطيبة، وتعلَّم ابتسامته التي تملأ الوجوه طمأنينة. وانثر الصدقة في دروبك. استمد من حلمه صبرًا أمام الغضب، وكن أمينًا في قولك وفعلك، واستوصِ بأهلك خيرًا. واقتبس من شجاعته، وكن سيف الحق الذي يواجه الطغيان والظلم، كما تجلت شجاعته في غزواته. وتذكره في غزوة حنين، حين فرّ الناس في بداية المعركة، فامتطى النبي عليه الصلاة والسلام بغلته واخترق صفوف المشركين بنفسه، وهو يردد: “أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب”.

 

ليكن الذكر رفيق دربك كما كان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس ذكرًا، حتى قال عن نفسه: ” تنام عيني، ولا ينام قلبي”. 

 

ففي هذا الزمن الذي تتشابك فيه الفتن والبدع كخيوط شبكة عنكبوت، نحتاج إلى التمسك بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. امسك بخيط سنته القوي، وادعُ الله أن يثبت قلبك على الطريق المستقيم، وعلم سنته لغيرك. فما أشد حاجتنا في هذا الزمن المظلم إلى أن نسير على هديه. فتمسكنا بهديه هو مفتاح السلام الداخلي الذي نبحث عنه في دنيانا، وهو المعبر الآمن إلى دار النعيم في الآخرة. 

 

فلقد كانت وستظل تعاليم النبي نبراسًا للأمة الإسلامية ومخرجًا لنا من الظلمات، فهو النور الذي يهدي الحائرين، وهو خُلق الله المتجسد على الأرض، كما قال الله عنه: “وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ”.

عن المؤلف