بقرية على الهامش استطاع المزمل عبدالباقي من حصد لقب القمة في فرع القصة القصيرة

Img 20241015 Wa0007

 

حوار: سارة الببلاوي

قُراء المجلة يُريدون التعرف عليك بشكلٍ أعمق، فهل تُشاركنا بعض التفاصيل عن رحلتك في عالم الكتابة؟

بالطبع، وأتمنى أن يكون حواراً مفيداً على الأقل في إلقاء الضوء على بعض الجمال.

1.  متى وكيف اكتشفتَ شغفك بالكتابة تحديدًا؟

سأجيب على هذا السؤال في شقين:
أولاً: شغفي تجاه الكتابة له علاقة بطفولتي والبيئة التي نشأتُ فيها والطبيعة التي وجدتني قائماً في تفاصيلها، كانت محفذ رئيسي لتشبعُ مخيلتي، فكنت دائماً أكتب ببراءة طفولتي وأصف مشاهد من قريتي والنهر، هذا كان في المرحلة الإبتدائية.
ثانياً: كان للصدفة دور كبير بالنسبة لي في ممارسة الإنشاء الكتابي، ذلك آن كبرتُ وفتحتُ قلبي للحياة والتجارب التي كانت كفيلة بصقلي وتجريد تلك الصراعات التي عشتها في رحلة حياتي، فكان لا بد لي أن أعثرُ على طريقة لعكس هذه الأشياء وإيصالها على الأقل للمحيط حولي، فلجئتُ إلى القلم، كان هذا في فترة دخولي الثانوية، وها أنا ذا بدأت أجني ثمار هذه الرحلة التي ستستمر إلى الأبد إن شاء الله.

2.  متى وكيف جاءتك فكرة تأليف هذا الكتاب؟

كانت لحظة صفاء ذهني، قفذت إلى مخيلتي فكرة أن أكتب عن ميثولوجيا المكان الذي جئت منه، وتسليط الضوء على الحياة هناك وأيضاً في أمكنة أخرى تعاش فيها الحياة بنفس الطريقة التي كتبتُ بها أو كما خيل لي.
وأنا لا زلتُ أشكر كوب الشاي الذي منحني لحظة الصفاء العجيبة تلك.

3.  من هو الداعم الأول لك منذ بدايتك؟

الأصدقاء، ببساطة كانوا هم الوقود لمواصلة الكتابة أو الحياة عموماً، فشكراً لهم.

4.  لماذا اختارتَ هذا الاسم للكتاب؟ ولماذا وقع اختيارك على هذا المجال تحديدًا؟

أخترت هذا الإسم “قرية على الهامش” لأنه بمثابة عنوان رئيسي لموضوع الكتاب وأيضاً لأنه يضع القصص التي رويتها فيه بمثابة عناوين جانبية له.
هو ببساطة يحوي كارزيما موضوعات القصص جملةً.

5.  ما الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في حياتك ككاتب؟

بالنسبة لي أعتبرها نافذة أطل بها على الأصدقاء والقراء ومشاركة تفاصيلي العامة وبعض الكتابات التي أكتبها، وأيضاً تفسح مجالاً للتواصل مع العالم وتسمح لي بتصدير نفسي إلى الناس ككاتب وقارئ يحب الأدب ويحب الغوص فيه.
في الآونة الآخيرة أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي أهم وسيلة للكتاب للإكتساب الجماهيرية وأصبحنا نسمع أصوات لكتاب مبتدئين قادمين بقوة إلى الساحة.

6.  ما هي مميزات وسلبيات الوسط الأدبي بالنسبة لك؟

من الجميل رؤية هذا الجيل الطموح المحب للقراءة والكتابة، وأن أكون أحد هؤلاء الشباب ذلك أمر يشرفني، وأرى كمية الكتاب المندفعون إلى عالم الأدب شيئاً يدعو للمواصلة ويحفزني حقاً لأحجز مقعدي بينهم، ولكل منا مكان سيأخذه بقدر سعيه، وبقدر ما يحمله قلمه من رسائل.

الأمر الذي لا يعجبني، كون الأدباء يحملون رغبة في إنتاج مؤلفات كثيرة أكثر من رغبتهم في الكتابة لأجل قضية ما أو رسالة أو حكمة، وهذا الإنتاج الوفير أفقد الأدب رونق المصداقية ونزاهة الكاتب في تحويل أفكاره إلى نصٍ أدبي، أنت ككاتب غير مطالب بأن تكتب بوفرة أو أن تكتب عن شئ معين بقدر ما أنت مطالب بالكتابة عن أشياءك التي تريد.

7.  كيف جاء تعاقدك مع دار “نبض القمة”؟

بعد أن شاركتُ في مسابقة الدار الأدبية “مسابقة القمة للأدب” وحصلتُ بفضل الله على لقب القمة، جاء تعاقدي مع دار نبض القمة مكافأة لي أولاً وكفرصة تفتح لي آفاق جديدة إن شاء الله، وأنا أشكر القائمين على أمر هذه الدار في مقدمتهم أستاذ وليد عاطف على هذا المجهود الجبار لدعم المواهب.

8.  إلى ماذا تطمح في الفترة المقبلة؟

أتطلع للمستقبل بخطى على الرغم من بطئا إلا أنها ثابتة، وأتمنى أن تكون الظروف رحيمة، في نهاية الأمر نحتاج ذلك السلام الذي يتحقق بكتابة ولو بعض السطور.

9.  إذا أُتيحت لك الفرصة بتوجيه رسالة إلى أحد الكتاب المميزين؛ فمن يكون وما مضمون هذه الرسالة؟

في الحقيقة هو شخصٌ أتمنى لو أنه كان موجوداً بيننا، ولكنه أخذه الغياب بعد أن أثرى عالمنا بفنٍ أصيل في كتابة الرواية، هو كاتبنا العزيز الطيب صالح.

10.  وجه رسالة للكتاب المبتدئين؟

أريد أن أقول :
لا تثق في ذلك الإحساس الذي يصرخ في خيالك قائلا لك: أنت لم تعد مبتدئ بعد.
في الحقيقة نحن في خدر الحروف مجرد أطفال مبتدئون، تارةً نستطيعُ الإمساك ببعض نغمتها، وتارة أخرة تهلك مشاعرنا دون إلتقاط حرف واحد.
وهذا هو الأمر، كلنا مبتدئون في رحم اللغة.
وأيضاً أن تكتب بطول المعنى، لا طول السطور، وأن تجعل لقلمك قضية حقيقية يسيل الحبر لها سهلاً، في النهاية مربط الفرس هو اللغة وعملك فيها وقدرتك على ترويضها.

11.  أخيرًا، ما رأيك في التعامل مع دار نبض القمة؟

الحقيقة أنني أصبحت أكن إحتراماً كبيراً للقائمين على أمرها، لما وجدته من معاملة طيبة، وسط وجود هذه الكوكبة النيرة من الكتاب الذين تضمهم الدار كأمٍ حنون، مثل العائلة، هذا هو شعوري الخالص.

عن المؤلف