10 فبراير، 2025

بيري معتز الكاتبة المبدعة بين سطور إيفرست

Img 20240731 Wa0169

حوار : رحمة محمد روز 

 

عدنا من جديد مع موهبة مبدعة، تصنع النجاح أينما ذهبت، يستطيع كل كاتب، أو غير كاتب يوجد بداخله موهبة ولو واحد بالمئة التمسك به، وأخذها قدوة أمامه، لن أطيل وهيا بنا نتعرف عليها أكثر، ونرى إلى أين قد وصلت.

 

_ببداية حديثنا، نريد تعريف القارئ علىٰ موهبة اليوم، صفي لنا نفسك في سطرين، مَن أنتِ، ومن أين كانت نشأتك، ومَا هي دراستك؟

-اسمي هو بِيري مُعتز، نشأتُ في مُحافظة القاهرة، وعُمري هو ستة عشر عامًا، في الصف الثاني الثانوي.

 

_حدثينا عن موهبتك، ومتىٰ كانت؟

-مَوهبتي هي الكِتابة، وخصوصًا كِتابة النصوص.

وبدأت بَعدما دخلت الستة عشر بشهريّن تقريبًا، إكتشفتها عن طريقِ الصدفة عِندما وجدتُ أمامِ رابِط لدخول كَيان أبْصَرْتُ فَخُدِعت، في البداية أنا لم أهتم قليلًا؛ لأنني موّلعة بالقراءة فقط سواء قراءة الكتب، أو الخواطر، أو النصوص، أو عبارات…إلى ما ذلك، ولم اُفكر ولو لمرة واحدة أن أكتُب، ولكن بِتوفيق اللّٰه اولًا ثم كَيان أبْصَرْتُ فَخُدِعت ثانيًا، عِندما حاولت نجحت نجاحًا باهرًا، أنا نَفسي لم أتخيله.

 

_الكاتب قارئ قبل أن يكُن كاتب، هل كانت لديكِ موهبة القراءة قبل كونك كاتبة، وهل كانت للقراءة تآثيرًا عليكِ؟

-نعم، كانت لدي موهبة القراءة أولًا؛ فكما قلت سابقًا كنت موّلعة بكل شيءٍ يخص القراءة وكنت حقًا أستمتع وأنا أقرأ، وبالطبع كان لها تأثيرًا كبيرًا علي؛ فأنا كنت من وجهة نظري مجرد طفلة تافهة غير مهتمة بأي شيء قبل القراءة، ولكن بعدها تغير كل شيء تمامًا.

 

_كيف كان يسير يومك قبل أن تصبحي كاتبة، وبعد أن أصبحتي هل بوجهة نظرك تَغير شيء؟

-قبل أن أصبح كاتبة كنت أساعد أمي في الأعمال المنزلية، أخرج مع أصدقائي، وفي بعض الأحيان أجلس ولا أفعل أي شيء، وبعدما أصبحت كاتبة لم يتغير شيء، تغيرت فقط طريقة تفكيري للأفضل، ولكن لم يتغير يومي؛ فالكتابة أصبحت جزء من مسؤولياتي، وأولى اهتماماتي.

 

_الخطوة الأولىٰ دائمًا مَا تكُن الخطوة الأصعب علىٰ الإطلاق، أخبريني عن خطوتك الأولىٰ.

-في الواقع قبل دخولي لكَيان أبْصَرْتُ فَخُدِعت، كنت لا أفقه أي شيء عن الكتابة، وكنت دائمًا أتدمر عندما أرىٰ أن اخطائي في علامات الترقيم وأخطائي النحوية كثيرة جدًا، وكنت أقول لنفسي أنني متفوقة في كل شيء؛ فكيف أكون فاشلة في مجالٍ أحبه؟!

ولكن بفضل اللّٰه مع الإستمرار وعدم الاستسلام لأفكاري تمكنت من تخطي هذه الخطوة والذهاب للخطوات التي تليها.

 

 

Img 20240702 Wa0429(2)

_للكاتب مقاييس، ونموذج مُحدد؛ وإلا ذلك لأصبحَ كُل مَن لقب نفسهُ بكاتب صادقً، فما هي مقاييس الكاتب الحقيقي من جهة نظركِ؟

-من وجهة نظري الكاتب الحقيقي لا يوجد لديه مقاييس محددة، ولكنني أرىٰ أن الكاتب الحقيقي هو من يستطيع إيصال مشاعره وكل الذي بداخله في نصه أو خاطرته، مهما كانت طويلة أو قصيرة، وبالطبع إتقانهُ للغة وقواعدها، ذلك هو الكاتب الحقيقي من وجهة نظري.

 

_جميعنا نَعلم جيدًا أن إحتراف الشيء لا يُأخذ بين يوم، وليلته، فهل أنتِ الأن قد وصلتي لمرحلة بالكتابة راضيةٌ عنها، وكيف قمتِ بتطوير موهبتك أكثر؟

-في الواقع مرحلتي بالكتابة الآن أنا راضية عنها تمام الرضىٰ من حيث المستوىٰ، ولكنني لست متمكنة منها جدًا للدرجة التي أفخر بها لذلك، وقد طورت من نفسي عن طريق الإستمرار بالكتابة، والإرتجال على أكثر من فكرة، والتعمق في مفردات ومعاني اللغة، بجانب إتقاني لقواعدها أيضًا، وليس فقط ذلك؛ فقد طورت نفسي عن طريق جميع الكُتَّاب الذين كانوا في الكيان، لم أتحدث إليهم شخصيا ولا تحاورنا لمرة، ولكن كانت رؤيتهم وهم يتطورون أمام عيني يومًا بعد يومًا فزني علىٰ الإستمرار وعلىٰ أن أكون مِثلهم، ولله الحمد؛ فقد حققت ذلك، وراضيةٌ جدًا بمستواي الآن، ولكن سأسعىٰ لتطويره أكثر.

 

_مَن مثلك الأعلىٰ بالكتابة، ولماذا بالتحديد؟

-مثلي الأعلىٰ في هذا الوسط الكتابي بين الكَيانات، هو الكاتب مَروان مُحمَّد؛ فهو حقًا نصوصه عندما أقرأها تجلب لي القشعريرة؛ لأنني شعرتُ بكل المشاعر التي قصد أن يوصلها إلينا في نصهِ، وحقًا عندما أفكر أنه كيف له أن يكتب جميع النصوص بهذه الإحترافية والمعاني المبهمة التي سأفهمها من خلال سياق النص، حتّىٰ وإن لم أكن أعرفها، وتمكنهُ من اللغة وقواعدها كلها، الفكرة مُرعبة حقًا أن نصوصه مثالية، وذلك ما يحفزني علىٰ الإستمرار؛ لكي اصِل في يومٍ ما إلىٰ نفس مستواه، هو مثلي الأعلىٰ في كُتَّاب الكيانات، ونصوصه هي المفضلة بالنسبةِ إلي.

 

_الأن سوف نقوم بعبور آلة زمنية تنقلنا نحو خمس سنوات، فأخبريني أين ترين نفسكِ بعد هذه المُدة؟

-من حيثُ مجال الكتابة؛ فأرىٰ نفسي أصبحت كاتبة متمكنة جدًا، وأسمي علىٰ معروف في جميع الكَيانات.

ومن حيث المجالات الأخرىٰ؛ فأرىٰ نفسي في كلية الطب كما أتمنىٰ بإذن اللّٰه.

 

_حدثينا عن دوركِ داخل عائلة كيان ابصرت فخدعت، وهل كانت تجربتك بدخولك له تآثرًا في مستواكِ من بدايتك، حتىٰ الأن؟

-دوري هو أنني كاتبة في تيم به، وأرىٰ نفسي تحت التدريب، ولكن أتمنى أن يكون لي دورًا أكبر في المستقبل القريب، بالطبع كانت تؤثر!

فلولا اللّٰه ثم كَيان أبْصَرْتُ فَخُدِعت، لم أكن لأصِل إلىٰ هذا المستوىٰ، ولم أكون كاتبة من الأساس.

 

_هل أنتِ من الذين لديهم سقف من الطموح، والأماني يسعىٰ لتحقيقها، أم لستِ واضعة خطة للمسقبل؟

-نعم، أنا منهم؛ فأنا شخصٌ جدًا منظم، يحب وضع الخطط والتفكير فيها في جميع الأوقات، وأتمنىٰ من اللّٰه أن يحقق تفكيري وخططي للمستقبل.

 

_هل بنسبة لكِ موهبة الكتابة هي هواية لا أكثر، أم أنكِ تسعي لأكثر من أن تكن مجرد هواية، وإن كانت الإجابة بأجل فما هو الذي ترغبين للوصول له عبر موهبتك؟

-في الواقع أنا أتخذ مجال الكتّابة كهواية محببة إلىٰ قلبي؛ لذلك في المستقبل الباهر سأركز علىٰ دراستي؛ لأنني سأكون وقتها في الثالث الثانوي ولن أقدر علىٰ الكتّابة بكثرة، ولكن سأحاول بقدر الإمكان أن أحافظ علىٰ مستواي في الكتّابة مع مستواي في الدراسة.

 

_هل تعرضتِ للبلوك الكتابي مِن قبل، ومن جهة نظرك كيف التخلص منهُ؟

-نعم تعرضتُ له، وللتخلص منه في نظري عن طريق عدم الاستسلام، وعدم مجاراة أفكارنا؛ فالوحيد الذي سيتضرر من ذلك هو أنفسنا وفقط، وسنندم حقّا إذا سلّمنا أنفسنا لعقلنا، ببساطة كي نتخلص منه، يجب علينا التخلص من أفكارنا السوداء، ومشاعرنا الغير صحيحة، ونحفز ذاتنا علىٰ الإستمرار.

 

_وقبل أن ننهي حديثنا دعينا نقرأ لكِ شيء.

-أيا صديقي، يا من في البُعد دائم، ألم تمل بُعدي ولا تريد وصالي؟ كنتَ في الأمسِ كالدارِ في الدارِ، فمالي أرى الآن لا هذا وقتي ولا هذا دياري؟ وعدتني أنك ستكون وفيًا وصنديدًا بوجه مأسآتي؛ فخلفتَ وعدك وأصبحت خائنًا تعدُ أخطائي، يا من قلت أن الوعدَ باقيًا، بقى وعدك ولكن من وعد به أصبح فانيًا، كان يجب أن أصدقك عندما قلتَ لي أن قليلً من يدوم علىٰ الوداد؛ لذلك لا يجب أن أفرح بقربٍ أو بِعاد، يا من قلت أن الزمنَ سداد، لا الزمن سدد ولا قولك فات، أما حان وقت رجوعك؟ أم أنك حكمت علىٰ قلبي بالعذاب؟ يا من قلت أن الدار دياري والأرض وطني، اُحتل وطني ودُمر الديار، قل لي أتتذكرني وتتذكر ذكرياتنا؟ قد قلت لي أن ذكرياتنا عالم أكمل من الكون؛ فهي تعيد الحياة إلى من لم يعد لهم وجود، أرجوك عُد لي يا من وعدتني، فالوعد باقي ولكنك غير موجود.

 

-بِيري مُعتَز|غَيّمَة١٧١١.

 

_مَا رأيك بالحوار الذي دار بيننا؟

-كان حوار أكثر من رائع، شكرًا لكِ حقًا⁦♡⁩.

 

_أخبريني عن رايك بمجلة إيفرست الأدبية.

-مجلة إيفرست هي مجلة جدًا مُبهرة ومُشرفة، وادعو اللّٰه أن تظل دائمًا في القمة، وتظل دائمًا ملجأ لكل المواهب التي تستحق المعرفة، لي الشرف حقًا أن يُنشر حواري بها⁦.

 

وإلى هنا قد إنتهى حديث اليوم مع الموهبة المبدعة، وأتمنى لها التوفيق في القادم، وإلىٰ اللقاء حتىٰ نعود من جديد لنكمل مسيرتنا.

عن المؤلف