الياسمينة السورية التي أزهرت في الكنانة المبدعة ضحى مهدي في حوار خاص لمجلة إيفرست

 

كتبت: قمر الخطيب

 

 

تدفئنا إشراقة الشمس
بعد ليلٍ ديجوريٍّ يكاد أن تخفت به الروح بحلكته، تأتي شمس الضحى مع تنفس الصبح ليعيدنا لسيرتنا الأولى مُشرقين، مع فلول الظلام نُضيء فتزهر الحياة من جديد، وميضٌ فاتن يخترق الأعماق ما أن نلتقي به، فنلتمس منه قبساً منير يضيء لنا الطريق لنكمل، هي كفراشة تتراقص مع أرقى معزوفات الفن والإبداع.

 

وحينما نتحدث عن الإبداع فليس لنا إلا أن نبدأ بالحديث مع الموهبة العظيمة التي أبحرت في سماء التميز معلنة انتصار دفء الشمس على الظلام والاسوداد.

 

 

هي شابة طموحة كانت بذورها في بلد الياسمين سوريا وأزهرت في أرض الكنانة مصر ونثرت شذاها على المحيطين لتكون أيقونة من الحب والسلام.
خمس وعشرون ربيعا أزهروا بمواهبها، تمتلك خليطا من الفنون يجعلها تحوم ما بين ريشة وألوان وما بين قلم وأوراق؛ تحيك لنا أجمل التصاميم الإبداعية اللافتة للجميع.

 

 

إنها ضحى مهدي وتُلقب بالشمس لدفء مشاعرها ولطالما كان هذا اللقب المحبب لها لأنها رفيقة النور أينما حل وما دام النور لا ينجلي فهي لا تفل، تسعى جاهدة لبث السعادة في النفوس فهي تعدها القدر الذي من أجله خُلقت، مهتمة بالكثير من الأمور كالرسم والأدب والخط وتمتلك الصوت الجميل وهي في طريقها لإكمال تعليم الطب عما قريب وما أجمل الطب حينما يداوي النفس قبل الجسد.

 

_”والله أخاف من فرط مشاعري،أخشى من جلطة التفاصيل”
للكاتب :أحمد حجازي.

 

“لكن في بعض الأوقات يحتاج القلب أن ينجلي من خيبات متراكمة ودموع مخبئة في زواياه عصية على النسيان، أجل نحن بحاجة للبكاء والتعبير عن الألم بأي طريقة كانت”
للكاتبة :قمر الخطيب

 

“صدقوني ليس للحياة معنى أو قيمة إذا ماكان الإنسان قابعًا في غيابت السكون، رحم الله الرافعي عندما قال “إذا لم تزد شيئًا على الحياة كنت زائدا عليها”.
للكاتبة: نور زكريا الهلالي

 

هكذا بدأت ضحى بالحديث معنا فهي مؤمنة أن بداخل كل منا أحزان وخيبات ولكن لابد أن لا نقف عندها، نحاول التعافي بأي شيء لنعود للحياة من جديد، فالطريق للمجد وللقمة به عثرات ولكن ليس بمستحيل فبالجهد والمثابرة نستطيع والأمل هو الدافع القوي لنكمل، يجب علينا ترك أثر لمن يأتي بعدنا ولهذا خُلقنا.
_كيف كانت البداية بمعرفتك لمواهبك، ومن كان المؤثر في حياتك؟
* البداية بظهور مواهبي منذ الطفولة وهذا بشهادة الكثيرين وكلما كبرت أكثر تأكدت منها أكثر وآمنت بنفسي.
تأثرت بعائلتي وأصدقائي والكثير من المبدعين وأصحاب القصص الملهمة في شتى المجالات ومنهم قدامى.
وأخص بالذكر أمي التي أعجز عن وصفها و أبي كونه متعدد المواهب وقد عرف بذكاءه الحاد وقدرته على صنع كل ماهو جديد وفريد حيث قام برسم ملامحي العشرينة بمهارة وأنا في الرابعة من عمري وكتب لي كلمات مميزة بعد ولادتي بتسع أيام.

 

_ في حياة كل إنسان معوقات تواجه عمله، برأيك ما المعوقات التي يصطدم بها اي كاتب شاب ، وهل هناك قيود للكتابة؟
*.المعوقات الرئيسية بالنسبة لي هي عدم توفر وقت وأجواء مناسبة للكتابة ولاسيما إذا كان الشغف موجود والإرادة قوية وأما القيود تكمن في تقبل القراء والمجتمع لما سيكتب وربما يتم اعتبار بعض هذه الكتابات من تجارب الكاتب وهي في الحقيقة مجرد بوح على الورق لايمت لحياته بصله.

 

 

_ أنتِ مزيج بين الكتابة والرسم، والاثنان يمثلان لوحة فنية محيطها الإبداع والرقي بالأفكار، إلى من تنحاز ضحى ومتى تلجأ للتفريغ على الورق بالقلم أو بالفرشاة والألوان.؟
*أنا كذلك فعلًا فأنا أعشق الفن بكل أنواعه واتعطش للغوص في بحور العلم والثقافة والإبداع.
ليس هناك وقت معين لأنني أهوى فعل ذلك في كل الأوقات إن استطعت إلى ذلك سبيلا.

 

_ ما النوع الذي تحبذينه أكثر في مجال الكتابة؟وأيهما أكثر قدرة على التعبير والتواصل مع العقل هل اللوحة أم لون أدبي معين كرواية أو خاطرة أو… الخ ولماذا برأيك؟
*كل الأنواع تجذبني لكن لأدب الرسائل و الخيال والحب والرعب جمال من نوع آخر سواء على الورق أو إن كانت أعمال تيلفزيونية.
واعتقد أن كل ألوان الإبداع لها قدرة على مخاطبة العقل لأنهم يحملان رسالة تكمن في تفاصيل كل منهم بالطبع أما الاختيار بينهم يكون على ذوق كل شخص بالنهاية.

 

 

_هل توجد علاقة بين الأدب والعلوم الإنسانية؟ وما هي المهارات الواجب توفرها لدى الكاتب؟.
*بكل تأكيد يوجد علاقة واضحة فكل منهما يكمل الآخر بطبيعة الحال وتكمن مهارات الكاتب قي خياله الواسع واختياره الصائب للمواضيع وقدرته على كسب محبة القراء من مختلف الأعمار للاستمرار والتطور.

 

 

_هل الكتابة برأيك هدف ام وسيلة؟ وهل الموهبة تكفي ليكون الكاتب قادر على صياغة نص جيد؟.
*هي هدف سامي يضعه الكاتب نصب عينيه للوصول إلى القمة و إلى كل قلب ينبض بالشغف وكل عقل يشق طريقه إلى المعرفة.
الموهبة تكفي برأيي ولكن لابأس إن كان الكاتب قارئ نهم أيضًا.

 

_ضحى حصلتي على جائزة من ايفرست بالعام الماضي، كيف كانت تجربتك تلك، وهل هناك جوائز أخرى حصلتي عليها ان كان في مجال الكتابة او الرسم؟
*كانت تجربة فريدة من نوعها وقد حصلت على المركز الأول في مجال الخواطر من بين عدد كبير وأشكر قائد وأفراد فريق إيفرست الذي عمل على دعم كل موهوب من خلال تلك المسابقة المميزة وأتمنى لهم المزيد من التقدم والنجاح.
شاركت بعدة كتب جماعية منها ورقية ومنها الكترونية
( ربما _ شهقة البن _ شؤون صغيرة _ أقوال مأثورة _ مقام الصبا _ آريس _ ملامح _ النداء الأخير _ بريد 165 _ كل من عليها فان ) وهو فكرة الكاتبة نور الهلالي وقد كلفتني بتوقيعه وذلك معرض القاهرة مع دار ببلومانيا للنشر والتوزيع” ، وغيرها من الكتب الجماعية التي لا تزال قيد التنفيذ، وإن بحثتم عني على(غوغل) ستجدون كتاباتي ومعلومات عني وأنا حاليًا سأعمل على كتابة أعمالي الخاصة وأسعى لتكون أعمال تيليفزيونية موثقة وناجحة بإذن الله.
وفي مجال الرسم الجميل شاركت ببعض المعارض والمسابقات ولطالما أحببت رسوماتي ولو قلت وأقربها إلى قلبي(لوحة اليزيه ولوحة الساموراي المحارب).
وقد تم تكريمي وسط كوكبة من الفنانين المبدعين من جمهورية مصر العربية والدول الأخرى الشقيقة.

 

_ حوار رائع مع المتميزة ضحى وقد تمنيت لو أنه لا ينتهي، ولكن أخيراً وليس آخراً من إبداعك؛ كلمة أخيرة توجهيها للقراء ونصيحة للكُتاب حديثي العهد؟
*رسالتي للجميع أن يواصلوا المسير في الطريق الذي يجدونه مناسبًا لهم ليكونوا كما يريدون وإذا ماكانوا أصحاب إرادة صلبة لن يوقفهم شيء مهما طال الزمن ونصيحتي لكل كاتب قديم كان أم حديث العهد أن يقرأ قدر الإمكان فنحن أمة اقرأ وهذا فخر لنا.

 

_كم أسعدني الحوار معك ففي كل كلمة منك ينولد الأمل ليُشع بريقاً من التفاؤل والحب، مني أنا قمر ومن كادر مجلتنا لكِ كل الود والاحترام ومزيداً من التألق والنجاح في سماء الإبداع.

عن المؤلف