حوار: شيرين عطية
مرحبًا بكم بموهبة جديدة من مجلة إيڤرست الأدبية، اليوم سأقوم بحوار خاص مع الجميلة والمبدعة سارة محمد معريش.
_هل لنا بنبذة تعريفية عنكِ؟
نعم، سيرتي الذاتية
سارة محمد معريش كاتبة جزائرية من برج بوعريريج مواليد 20 جويلية 1995؛ متحصلة على ليسانس إدارة أعمال سنة 2016 وليسانس إعلام واتصال سنة 2019 بجامعة الجزائر 3؛ ماستر سمعي بصري سنة 2021 و ماستر تسيير موارد بشرية في 2023 من نفس الجامعة.
صدر لها: جرعة زائدة سنة 2019 و رواية سعادة إلا ربع سنة 2023.
_ما هي المشاريع الأدبية التي انضممت إليها؟
هما روايتين:
دخلت معرض سيلا 2023 برواية سعادة إلا ربع.الرواية تحكي قصة بنت وهرانية انفصل والدها بسبب أن أمها متعصبة للدين ووالدها زير نساء
سكنت مع أخوها فارس عند جدتها فربتها هذه الاخيرة حتى صارت في الثلاثين عندها تعرفت على شاب عراقي عبر النت وهناك بدات قصة التساؤل معها خاصة مع ذهاب أخوها في زورق الموت.
“أماسي” بطلة الرواية تجسدالدّين في حضورها، وتقتبس من القرآن الكريم سردها ولغتها… هي التّجريديّة والماورائيّة في فلسفتها لفهم الحياة، تسير خلف ما تؤمن به فقط، فكانت متصوّفة الشّعور، أفلاطونيّة العشق، بالغت بالعطاء وما جعلت على “منيب” في الحبّ من حرج حتى بعتاب لطيف يشفي لوعتها.
https://www.facebook.com/profile.php?id=100089691648699&mibextid=ZbWKwL
أما رواية جرعة زائدة؛ فهي روايتي الأولى شاركت بها في سيلا 2019
هي تحكي بلسان رجل اسمه أيهم عاش اليتم والفقر والتنمر فاتجه للإدمان والمخدرات حتى تعرف على القاضية راما ومن هناك تصبح الأحداث أكثر إثارة
لطالما مالت كفة الكتابة لبؤس المظلومين.
لكنها في المقابل أخسرت ميزان المجرمين الذين جعلتهم الحياة ضحايا أنفسهم؛ لتأتي رواية جرعة زائدة بطابع اجتماعي وتلقي الضوء على شريحة معينة بدل الإسهاب في وصف الضحايا ومعاناتهم.
فالنص على لسان رجل يمر في حياته بالعديد من الجرعات كـ: اليتم في مرحلة الرضاعة إلى التمنر في المدرسة إلى البطالة في الشباب ثم يصل للجرعة الزائدة التي يفيض عندها الكأس ويخلع الغموض نعليه ليعتنق الندم.
_كم عدد الكتب المجمعة التي شاركتِ فيها؟
بصراحة لم أشارك في الكتب المجمعة لأني أجد نفسي أكتب في صنف أدبي مختلف عن الخاطرة ، فالرواية تستهويني أكثر ناهيك على أن تعدد المؤلفين في كتاب واحد قد يفقد الأسلوبية السردية المتكاملة للمؤلف وهذا ما أعمل عليه ولو كان الموضوع نفسه.
_كيف كانت أول تجربة لكِ في عالم الكتابة؟
أول تجربة كانت بعمر 17 سنة رواية بعنوان ” يرونك وهم لا يبصرون” هي رواية قبل جرعة زائدة لم تنشر إلى اليوم لأني لم أرى فيها النضج الأدبي اللازم للنشر واقتحام الساحة الأدبية.
عرضتها على أساتذة ونقاد ولقيت تشجيعا لعمل أقوى بأخذ كل الملاحظات لتطوير الذات واللعب على متغير الجودة في الحبكة والأسلوب.
وهكذا مع كل مطبوع أنشره أجد نفسي أكثر تمكن وأكثر إحاطة بالنوع الأدبي الذي أكتب فيه وبالساحة الأدبية التي انشر فيها ولها.
_ما هي طموحاتكِ؟
طموحاتي في مجال الكتابة هي على الصعيد الكمي والكيفي
حيث أطمح لعدد هائل من القراء من مختلف الدول؛ أما على الصعيد النوعي فطموحي هو عمل خالد يتواتر بين الأجيال.
بمعنى صناعة اسمي كقامة في مجال الرواية ومن الإسماء الكبيرة التي يخلدهم التاريخ.
_ما هي الإنجازات الخاصة بكِ؟
بالنسبة لي أعظم إنجاز هي نظرة الفخر في عيون أبي وأمي عند مشاهدتي في التلفاز أو سماعي في الإذاعة أو حتى قراءة وتصفح الجرائد التي كتبت عني.
فأيا كان الحديث عني في وسائل الإعلام أو تثمين الإنجازات الأخرى كالكتابة والتأليف ودخول سيلا أو حتى تعدد المجالات في الجامعة أو على الصعيد الشخصي والعائلي يبقى ذلك الشعور أكثر ما يدعو للفخر بحق.
_هل سنراكِ في مجالات أخرى غير الأدب؟
طبعاً أنا في غير الأدب أجد نفسي إعلامية وأكادمية بحكم تكويني في الجامعة وتعدد تخصصاتي.
ولو أن القاسم المشترك هو القلم والمعلومة التي على أساسها يتحرك هذا القلم؛ فالكتابة الإعلامية تختلف عن الكتابة الأدبية وتختلف عن الكتابة العلمية الأكادمية بسبب إختلاف النوع بحد ذاته واختلاف لمن يتم توجيه ما نكتب.
_هواياتكِ.
تستهويني المطالعة سواء في تخصصي أو مجالات شتى بالإضافة إلى الكتابة الأكادمية والأدبية وصناعة المحتوى القيمي الهادف.
_إقتباسات من عمل لكِ.
“تواصل حبيبتي تجفيف المشمش.
كانت تنزع له النّواة وتفرشه على بساط خارج البيت، ولطالما جفّفت الطّماطم أيضا وذلك بعد تقطيعها لنصفين بالعرض ووضع الملح داخلها وانتظار الأيّام تمر عليها، ثم تصنع منها عقدا بإدخالها كالغرز في خيطٍ متينٍ تعلّقه على رقبة الجدار في العلية، كما تجفّف النّعناع في ربطات كأقراط للجدار نفسه.
جدّتي مصنع للتّجفيف، ليس للخضر والفواكه والأعشاب فقط، بل تجفّف الدموع قبل خروجها من المقلتين، وتجفّف سيول الأحزان بمسحة واحدة من أناملها، هي امرأة إسفنجيّة، تمتصّ غضب الجميع، وأخطاءهم، وحماقاتهم، وتحافظ على مسمات السّعادة فيها.
تأبّطت أمي بكل مفاهيمها المبتورة ، كانت –أمّي سمرة – منزوعة النّواة كالمشمش لمّا تطلّقت، فبسطت لها الحياة، وسهّلت لها الموصلة والتّعايش، ولمّا جاء أبي في زيارة ميلادي قبل عشر سنوات علّقت على رقبتي عقدا من الطّموح، وأقراطا من الأحلام كجدار العلية وها أنا في الثّلاثين أتحمّل كدري لوحدي بعد موتها دون أن تفعل الأيّام فعلتها كما تفعل بجرح الطّماطم.
هل ماتت؟ … رياح جدّتي جنوبيّة، ربّما زجّت بها الرّيح داخل الغرفة.
مشيتُ في موكب جنازتك وأنت مازلتِ على قيد الحياة، حتّى في أربعينيّتك حضر الجميع إلّا أنت … أين كنتِ؟
عالقة أنا في أدمع الشّتاء الماضي، أكدّس الأشواق مؤونةً للصّيف، وأحاول مصالحة القلم كي يكتبني بدل الكتابة به، ويمنع عنّي رسائلَ تحرقني قبل أن أحرقها، فتحتفظ بي الذّكريات كتابا في رفّها بدل عدم الاحتفاظ بها حتّى بين همسات النّسيان.
من بعدكِ نسيتُ كيف أحمل القلم، وأنتِ في صغري تضعين القلم أمامي كي أحبوَ إليه، وتبعدينه كلّما اقتربت منه كي أواصل تقدّمي إليه، علّمتني أن أسعى وأطمح لامتلاكه؛ ولمّا كبرت توقفت عن السّعي فامتلكني.
مرّت الأيّام وعلّمَتني كيف أمسكه، أحمله، وأكتب … والآن أنا أتماسك به ويحمل أثقالي ويكتبني قصيدة مسلوبةَ القافية.
كم حِكتِ لهذه الأنامل من قفّازات بخيوط قطنيّة وجلسة مبتسمة لا تفارق صفحات ملفّ طفولتي… واصلتُ النّسيج في غيابكِ؛ أنسج النّصوص بخيوط المجاز النّاعمة وأغزل الحروف للمشابهة والمفاضلة والعطف، فأنتج وشاحا من البوح، وقبّعة من الأرق، وجواربَ مطرّزة بالثّبات … إلّا القفّازات… لا أجيد جماليّة أسلوبيّتها، ولا أتقن جلسة حياكتها التي تمنّيت أن أرثها”
_ما رأيكِ في الحوار معي؟
جميل جدًا؛ ومشكورة على الإهتمام بالشباب الكاتب.
_ما رأيك في مجلة إيفرست الأدبية؟
دمتم خير إنارة على الساحة الأدبية؛ وخير دليل للكتاب للتعريف بذواتهم و نسأل الله التوفيق لكم ولنا.
المزيد من الأخبار
حوار خاص لمجلة إيفرست مع الجميلة عزة السيد بهلول
رحماني سميرة في حوار خاص لمجلة إيفرست
حجاج أول عويشة في حوار خاص لمجلة إيفرست