حوار: عفاف رجب
ليس لدى العباقرة مواهب خارقة، أو خلايا عصبية أكثر من غيرهم، لكن يكمن أختلافهم في قدرتهم على خلق العديد من الروابط المنطقية، إنها الموهبة وحدها التى تمكّنهم من الاختراع، والإبداع.
ومعنا اليوم الكاتب الروائي “مصطفى جوده محمد الششتاوي” درس التجارة بجامعة عين شمس، من مواليد القاهرة 1987، صُدر له رواية بعنوان “هاروديس”، وسيتم طرح روايته الثانية من قِبل دار ارتقاء للنشر والتوزيع تحت عنوان “المأبون” 2022، والتى تدور أحداثها في الربط بين عالمنا المعاصر وعصر ما قبل الأسرات الفرعونية، وكذلك الصراعات وسبيل النجاة والعودة لعالمنا هذا.
تُعد رواية “هاروديس” هي أُولى أعمال الكاتب والتى استغرقت 3 سنوات من القراءة والبحث المستمر بالحقبة الروحانية المتصلة بالجانب النفسي البحت لتظهر إلي النور، كما طُرحت فيها فكرة “علاج النفس بالإرادة والعزيمة”، قرر كتابته للرواية أن تكون خارج مربع الواقعية لذا تدور الأحداث حول نوع أدبي جديد وهو “الواقع الخيالي” الذي لا يعترف المجتمع بوجوده.
تدور أحداث الرواية حول بعض الأمراض النفسية التي تساعد على فتح أبواب العالم الأخر والتلبس بهم ومحاكاة صراعتهم، ولتكن حرب عقائدية من ينتصر ومن يموت، وكيفية النجاة من ذلك بالخوض في العلوم الروحانية بما تشملها من فلك ورمل وطرق وجفر وخلافه، كل ذلك من أجل أن تقود تلك الحروب، حتى تستطيع حمل راية النصر ضد بني عزازيل، لذلك هم أول من يعارضوا وصولك للروحانية بشتى الطرق مهما كلفهم الأمر، وفي النهاية من ينتصر عزيمتك أم هم.
_في بعض الأحيان نجد بعض الكُتاب مُتعلقين بفن واحد فقط يجسد فيه كتابته على خلاف باقي الفنون، فكيف تنظر أنت إلى هذه القضية؟
“في الكتابة نجحت بالفن الواحد، لكن أنا لم يلوذ لي ذلك، أنا حر مثل قلمي أفضل الكتابة والإنتقال في كافة الإتجاهات”.
_ما تعريفك للمُثقف، وكيف يمكن بناء جسر بين الطبقة المثقفة والبسطاء من المجتمع؟
“كلما قرأت كلما زاد وعيك وثقافتك، القراءة حياة، ولربط الطبقتين لابد من خلق لغة مشتركة بينهم تساعد على تبسيط وفتح مداركهم”.
_هل تأثرت يومًا من قسوة النقد الموجه إليك؟
“النقد هو من جعلني كاتب روائي”.
_ما مدى تشخيص التأثير الناتج عن نقد سلبيات المجتمع على القُراء؟
“هناك من يعمل على التغيير وهناك من لا يعمل على ذلك ويُعتبر النقد شيئًا عابرًا”.
_هل هناك قيود في العمل الأدبي وخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، وما هي المعوقات التى قد تواجه الكاتب؟
“أعتبر المساس بالأديان له كل الحذر، وأيضًا التلاعب السياسي والجنسي، فتلك هي الخطوط الحمراء، المعوقات التى قد تُقابل الكاتب هي الأجواء النفسية المؤهلة للإبداع”.
_برأيك ما هي متعة الكتابة بالقلم والكتابة الحديثة على الحاسوب، ألها نفس المتعة أم ماذا؟
“إطلاقًا.. أنا من عشاق الورقة والقلم ولكني أعمل على التعديل في تلك الفترة لأواكب التحديث فهو عصر ذلك”.
_هل تعتقد أن الكتابة تندرج تحت مسمي الموهبة أم الهواية أم خلاف ذلك؟
“الموهبة”.
_ما هي الحياة، ومدى تأثيرها على الكاتب؟ وهل هو تحليل شخصي أم منطق مؤدي إلي العبث؟
“القراءة حياة، لها كل التأثير على الكاتب، دا تحليلي الشخصي كوني بتأثر بتغيير الأحداث والشخصيات داخل كل عمل”.
-بمن تأثر كاتبنا العظيم، ولمن يقرأ الآن؟
“أستاذنا نجيب محفوظ، توفيق الحكيم، د.أحمد خالد توفيق، نبيل فاروق، عائض القرني، خالد محمد خالد”.
_كثرت الكتابة باللغة العامية وخاصةً ف الرواية، فهل أنت مع أم ضد الكتابة بالعامية، وهل يجوز السرد بها أم أنها تفسد الذوق العام؟
“العامية لغة فلا نستطيع أن نقلل من شأنها فنحن نتحدثها، وهناك جمهور لذلك وأيضا للفصحى، أنا مع ولست ضدًا، أظن السرد بالعامية يفسد الذوق العام”.
_ما هي معاير نجاح الكاتب بنظرك، وما هو تقييمك لظاهرة الكتابة العربية الناشئة حديثًا؟
“نجاح الكاتب بالإستمرارية والتواجد، الكتابة العربية الحديثة تنشأ جيل جديد سيخرج منه نجيب محفوظ أخر”.
_ما مدى تأثير كتاباتك على القارئ؟ وكيف تستطيع الاهتمام بالقُراء والوصول إلي مشاعرهم؟
“وجدت إستحسان من قُراء كُثر الحمدلله، أشادوا بنجاح هاروديس واكتساب بعض الأفكار منها، إن عيشت الحدث وبكيت وضحكت معه سيصل للقارئ”.
_هل واجهت بعض الصعوبات في بداية مشوارك الأدبي، وإلي أي مدى سببت كتاباتك مشاكل لك إن وجدت؟
“أكيد كلنا بنواجه صعوبات كتير في بداية طريقنا، أول شيء واجهتني هي روايتي كتبتها سنة ٢٠١٨ قدرت أنشرها ٢٠٢١، وكانت هذه أكبر مشكلة واجهتها وأخرتني كثيرًا، ولكن يبقى الحمد دائمًا وأبدا لله رب العالمين”.
_لمَ بدأت بالكتابة؟ ولمَ تكتب اليوم؟ وهل ثمّة جدوى تتحقّق من فعل الكتابة؟
“تختلف الكتابة بمعايير الزمن والوعي لذلك كتبت سابقًا رعب نفسي، ولاحقًا فانتازيا، وقادمًا بالإجتماع يتحقق بذلك مرادي”.
_ما الذي تُخطط له مستقبلاً، وما هي نصيحتك التى قد تقدمها للشباب المبتدئين؟
“أُخطط للوصول لبعض الجوائز بإذن الله، ونصيحتي للشباب هي القراءة الكثيرة جدًا لكي تستطيع أن تبدع، فالقراءة المستمرة تفتح مسام الكاتب وتمهده بكل أدواته”.
_من يهدي الكاتب الروائي السلام والتحية؟
“أهديه لأخي الصغير سنًا والكبير مقامًا الكاتب/ محمد صاوي، وأيضًا لكل قارئ جازف بماله ووقته لقراءة اسم جديد، وشكرًا للجميع”.
المزيد من الأخبار
حلا حسّان بسيسيني في مجلة إيفرست الأدبية
حوار خاص لمجلة إيفرست مع المتألقة مريم علي محمد
حوار خاص لمجلة إيفرست مع المتميز محمد أشرف