حوار: عفاف رجب
” سأُعافر سأصل إلي ما أريد يومًا ما، ولن ألتفت للوراء أو لكلام الناس مهما كان “، ثمرة النجاح لا تأتي لنا على طبقٍ من ذهب لابد من التعب والعناء بعض الشيء للوصل لها، وعدم الاستسلام أبدًا، ففي حين اعتقادك أنك تحتاج إلي التقدير من أحدهم لتستمر موهبتك، تذكر دائمًا أن حكم الناس عليك يجب ألا يؤثر فيك، فموعدنا اليوم مع موهبة متميزة وتتبع فقط سياسية نفسها وتحقيق غايتها.
فإليكم الكاتبة الفيروزية ” علياء شعبان “، تبلغ من العمر الـ٢٢ عامًا، أحد أبناء محافظة الدقهلية المنصورة، تدرس بالفرقة الرابعة بكلية التربية جامعة المنصورة، لم تكن موهبتنا من هواة الكتابة أو القراءة، وإن ما حدث معها كان صدفةً لتخرج لنا موهبتنا، مُلمة بجميع فنون الأدب من رواية وقصة عدا الشعر، كما أن الكتابة كالروح بالجسد إن خرجت الروح مات الجسد كذلك الكتابة بالنسبة لها.
قرأت الأعمال المترجمة وخاصةً كل ما يتعلق بأغاثا كريستي من أعمال تساعد على التفكير وإتساع المخيلة، بالإضافة لدكتور أحمد خالد توفيق، وعمرو عبدالحميد وذلك لتميز أساليبهم وسلاستها، وأفكارهم التى جعلت منها كاتبة ذات مخيلة واسعة، في بداية الأمر كانت موهبتنا تنشر بعضًا من كتاباتها على أحد مواقع التواصل، ومن هنا بدأت قصة موهبتنا مع عملها الأول والذي كان بمثابة أُولى خطواتها بكل ما تحمله من مميزات أو عيوب.
صُدر لها رواية تحت عنوان رواية ” رصاصة طائشة ” من قِبل دار إبهار للنشر والتوزيع 2022، حيث حققت الرواية نجاحًا كبيرًا وعلى الرغم ما فيها من أخطاء وعيوب إلا أنها بداية جيدة لخطوات أفضل بالمستقبل، وأضافت أنها تجهز لعمل روائي فانتازي تعمل عليه منذ عام ليصبح عملًا مليئًا بالأحداث الشيقة والممتعة.
رواية ” رصاصة طائشة “:
رصاصة طائشىة والتى تضم عنوانًا فرعيًا تحت مُسمى ” الذئاب البشرية “، وهي رواية إجتماعية تناقش مجموعة من القضايا، ملئية بالأهداف التى تساعد القارئ فهي كسيناريو لأحد الأفلام وليست مجرد رواية فقط، تمتاز بسلاسة الأحداث وأسلوب جيد يصل إلي قلب القارئ سريعّا.
بعض مقتطفات من الرواية:
” وقد قتلني الإنتظار هكذا، أنا ضعيفة أمام عينيك، عُد إلى حتى أحتضنك اشتياقًا إليك “.
” أشتهي احتضانك بروحي قبل جسدي، فقد أتت نهايتي بانتهائك، أصبحتُ عِظامًا مُتهالكة حين غابت روحك عن روحي، فإن الشوق قد أهلكني “.
” أراكِ عمري ليلًا والعين قاف، وهمسي نهارًا والهاء شين “.
” عزّ علينا الفراق الذي فرق قلوبنا جميعًا، ولكنكِ الغائبة الحاضرة، لن ننساكِ مُطلقًا وستظلين حاضرةً بيننا “.
تُفضل الخيال وارتباطه بالواقع، كما أنها تستمر في القراءة والتركيز على المفاجئات بكتاباتها والتطوير والعمل حتى تصل إلي ما تريد، وتُعد عائلتها وأصدقائها من لهم الفضل في التشجيع وخوضها المجال، واجهت العديد من المواقف السلبية، وسماع الكثير من الكلمات والتعليقات المحبطة، لكن هدفها وحلمها كان أكبر من كل هذه المعوقات، والرد لمن يقلل منها بشكل جيد ولطيف، وأضافت أنها لا تحدد أي مواعيد بل مزاجية تأتي مع كل موقف نمر به ليعلن القلم خروج مشاعر جديدة قد تكون مُفرحة أو مُحزنة.
ترى أن الكاتب يصبح ناجحًا عندما يُصر على النجاح، من يتقبل النقد أيًا كان بصدرٍ رحب، اجتماعيًا ومشجعًا يقاوم الفشل، صاحب القلم القوي والأسلوب السلس البسيط الغير ممل، أن يُقدم محتوى هادف وجديد، وأضافت أن تُفضل الكلمات العميقة السلسة ولكن يرجع ذلك إلي الكاتب وقدرته على التلاعب بالألفاظ بحيث يجعلها كلمات عميقة ذات معني قوي وسلسة على القارئ يفهمها ويدرك معناها دون ممل.
مبدأها في الحياة وهو ” التمسك بالحلم مهما كان حتى يصبح حقيقةً “، وهذا المبدأ هو من ساعد موهبتنا لتصل إلي مرادها وتتحدي جميع من حولها فليس دائمًا ما يُقال صحيحًا، كما أن الكتابة هي خطتها البديلة ولا تستطيع الاستغناء عن موهبتها مهما كان، كما أنها تسعى من أجل تحقيق غايتها دون النظر إلي الخلف وسماع كلام الناس، تحب الكتابة بالفصحى كما أن الكتابة العامية لابد من توظيف صحيح لها عندها يأتي دورها الحقيقي سواء في كتابة السيناريو أو كتب التنمية وعلم النفس.
وأشارت بأنها لاقت بعض الانتقادات بالبداية وذلك لأنها لم تكن تمتلك الخبرة الكافية، لكن هذا ساعدها جدًا في بناء نفسها والتطوير أكثر، كما أنها قامت بتأسيس كيان خاص بها حقق نجاحًا غير متوقعًا وكبيرًا يحمل اسم ” يلا نكتب ” تساعد فيه الكتاب المبتدئين ونصحهم وذلك لخبرتها الكبيرة بالأدب خلال الـ٧ سنوات الماضية، كما أضافت أن الكتابة بالورقة والقلم لها متعة خاصة تعطي للكاتب مساحته الخاصة من التفكير والتأمل عكس الكتابة على الحاسوب، وأيضًا القراءة من الكتب أفضل بكثير من القراءة على الهاتف.
وأشادت موهبتنا بأن معظم دُور النشر موضع استغلال للكاتب، فقد رأت الكثير من مواقف استغلال الدُور للكُتاب والتلاعب فغرضها الحقيقي هو ربح المال وليس المحتوى أو حق الكاتب أو ما شابه ذلك، كما أنها ترى أن الكتابة أصبحت وسيلة ربح لبعض الدُور، بالإضافة لعدم المراقبة من قِبل الدولة أو دعمها للكُتاب.
وتُبدي الكاتبة نصيحتها قائلةً:
” انصح أي كاتب ألا ينتظر يد تساعده لتحقيق حلم، بل يسعى هو بعد أخذ كل الخطوات المدروسة ألف مرة، ولا يجعل أحدًا باستغلاله وحتى وإن كانت دُور النشر، فقبل ذلك لابد أن تختار دار تثق بها وتكون أهل بالموضوع، وللمرة الثانية اقول عافر مرة واثنين فحتمًا ستصل للغاية وستلقى ثمرة مجهودك في يوم، وثق بالله فهي تصنع المعجزات، والاعتزاز باللغة العربية الفصحى والكتابة بها فهي لغة الأصل.
واعلموا أيضًا أن الكُتاب والأدباء لم يولدوا بنجاحهم، بل فشلوا ببداية الأمر لكن لم يستسلموا لهذا السهولة وعلى سيبل المثال؛ قارن بين أعمال الكاتب نجيب محفوظ ببداية مسيرته حتى النهاية سوف تجد فرقًا كبيرًا من حيث الأسلوب والفصاحة، وعلى الرغم من بعض المواقف الفاشلة والمشاكل والصعوبات، إلا أنك عندما تصل إلي غايتك سيزول كل هذا بفرحة النجاح “.
وفي نهاية الحوار تُهدي كاتبتنا السلام والتحية لنفسها، لكل لحظة ضعف مرت بها ولم تتأثر فيها بغير الإيجاب، الذي جعلها قوية متمسكة بغايتها.
المزيد من الأخبار
حوار مع الكاتبة إيمان فاروق بمجلة إيفرست الأدبية
مجلة إيفرست الأدبية تستضيف الكاتبة مني أحمد حافظ
فوزية عبد الحميد: من الأمومة إلى التميز في الإدارة