كاتب فوق مستوى النقد!

كتبت: إسراء الوزير

من المعلوم أن الكتابة تحمل ثلاثة أركان: الكاتب، القارئ، المحتوى الأدبي.. يقوم الكاتب بصنع محتواه في شكل شعريّ أو نثريّ ليقوم القارئ بتقييم العمل من كل الجوانب، وبالطبع تختلف درجة تقييمه حسب مستواه الثقافيّ..
ومن البديهيّ أن ذلك لا يحدث فرقا لدى الكاتب المهم في هذه النقطة أن يستفيد من السلبيات التي التقطها القارئ من بين طيّات العمل الأدبيّ، مهما كانت بسيطة ليستطيع التطوير من نفسه في العمل القادم، وإن كان له الحق في الاعتراض على طريقة النقد إن كان هدّاما، ولكن هناك من يقول أنه يكفي أن هذا القارئ أضاع من وقته في قراءة العمل المهم أنه لم يمسّ شخصية الكاتب نفسه أو يتناولها بالتجريح..
لكن ما يثير العجب أن هناك العديد من الكتّاب الحاليين لا يقبلون النقد أصلا، فترى منهم من ينشئ ما يشبه بالحزب مكوّنا من قرائه المنحازين ليهاجموا جميعا الناقد الذي التمس بعض نقاط الضعف في العمل المُقَدّم، فينعته “مع حزبه” بأنه غير متذوّق لروعة العمل، أو أنه عدوّ لنجاح الكاتب، ولا يعلم أن هذا النقد هو أكثر إفادة له، وأن لا عدو أسوأ من انحياز القرّاء له وتصفيقهم لكل كلمة يكتبها دون التمحيص في صحتها..
لقد صادفتُ في يومٍ إحدى الكاتبات في مجموعتها التي تضمّ قرّائها أنها تطالب بأن لا يتحدث أحدهم بسوء عن أيٍّ من شخصيات رواياتها ومن سيفعل ذلك ستطرده من المجموعة، وأنها ستقبل الانحياز بكل سرور لأنها تعبت كثيرا على العمل!! على الرغم من أن اجتهاد الكاتب في صنع العمل أمر طبيعي جدا فهذه ليست بحجّة تقيّد القارئ من إبراز رأيه عن العمل!!
لقد التقيتُ مرّة بالأستاذ زينهم البدوي “نائب رئيس اتحاد كتّاب مصر” وسألته عن هذه النقطة فقال لي:
إن القارئ هو أحد أهم الأسباب التي تدفع الكاتب إلى الاستمرار أو التوقف، ولا يجب أن ينزعج الكاتب من نقد قارئ له، فيكفي أن يضيع القارئ من وقته لقراءة العمل والتدقيق فيه، فهو كنزه الثمين الذي يجب أن لا يتخلى عنه، والكاتب العبقريّ هو الذي ينتظر آراء القرّاء على احرّ من الجمر حتى لو كان سيدفع لهم مقابل أن يقرؤوا ويطلعوه على إيجابيات العمل ليتخذها قوة تثري ما هو قادم، أو سلبياته ليتحاشاها المرة القادمة..

عن المؤلف