كتبت: ضحى المهدي
“اليزيه عاصمة الإبداع”
ها نحن الآن نتحدث بشغف وفخر شديد عن شخصية جاءت من عالم الدهشة، لتضفي على العالم جمالًا من نوعٍ آخر
جمال أخاذ مهما وصفناه سنظل عاجزين بالفعل عن وصفه.
ألا وهي الفنانة العالمية اليزيه حيث طرحنا عليها أسئلة و بدأت بالحديث قائلة لنا بكل ثقة:
أنا اليزيه نِزار مخللاتي من سورية دمشق الياسمين
بدأت الرسم منذ الصغر وقد أخبرتني والدتي أنني عندما كان عمري سنة واحدة فقط كُنت دوماً أُمسك القلم وأرسم خطوطاً عشوائية مؤلفة منها قصة أو هدفاً في النهاية
_ماالأشياء التي تجذبكِ في أي لوحة ترينها؟
*إنّ مايجذبني في اللوحة التي أراها ليست أشياء إنما هي عناصر علم الجمال وهو علم قائم بذاته فمنها عنصر الجميل والجليل والمأساوي والهزلي مايجذبني هو إلتصاق روح الفنان في لوحته حتى إنها من فيض جمالها تكاد أن تنطق ..
_ما المعوقات التي يصطدم بها أي رسام برأيك؟ وهل هناك قيود للرسم؟
*حسب رأيي هناك معوقات متعددة تواجه الفنان تتعدد بتعدد المجتمعات وإختلاف البيئات الإجتماعية إحدى المعوقات التي واجهتني لفترة زمنية لابأس بها هي انقطاع المواد والألوان في ظل أزمة أوضاع وظروف صعبة انعكست على جميع مجالات الثقافة والفنون فكانت فترة ركود إلى حد ما ولكن لاشيء يدوم فسرعان ماستسطع شمس الجمال وسيظهر كُل جميل
استوقفني سؤالك هل هناك قيود للرسم!
ياجميلتي ليس هُناك مُصطلح قيود في حياة الفنان.. الرسام كما الفيلسوف حُر
/ أنا فيلسوفة بالمناسبة/ أنا طائر فينيق لطالما نهضتُ من تحت الرّماد وأعدتُ للحياة ألوانها .. الرّسام يجول ويُبحر ويسافر بأفكاره عبر الأزمنة والثقافات ويقُدّ المفاهيم قدًا ويكسوها حُللاً من عناصر الجمال اللامتناهية ليجسّد منها أثراً خالداً في لوحة تكاد تنطق
الرسّام لايقف في فنّه عند مفهوم القناعة… القناعة ليست كنز.. والكنز يفنى
_أنتِ تمثلين لوحة فنية تتميز بالجمال ماهو لونكِ المفضل؟ وماذا تشعرين عندما ترسمين
* شُكراً لكِ جميلتي شمسي الرائعة
حقيقةً هو ليس لون واحد مُفضّل لدي هُناك علاقةٌ جميلة تجمعني بكل الألوان فكلّ لون لطالما عشتُ معه ولطالما شغلت الألوان كُل وقتي وكانت أجمل ما تميّزت به حياتي منذ الطفولة حتى تلك اللحظة .. وحينما أرسم أشعر بأنني عالم بمفردي.. قادرة على البوح بأسرار كثيرة لم تستطع بلاغة الكلمات التعبير عن الإليزيه كما استطاعت تلك الريشة والألوان ..
_نرى في لوحاتكِ قيمة فنية عظيمة ماهي أكثر لوحة أخذت من جهدكِ ووقتكِ ياتُرى؟
*جميل جداً هذا الكلام أنا عندما أرسم موضوعاً ما أسعى لمعالجة بعض القيم والأخلاق من خلال تحسين النواحي الإيجابية في السلوك الإنساني…. بحكم أني دوماً مشغولة بالدراسة والعمل فإن رسم أي موضوع يحتاج للكثير من الوقت هناك لوحات استغرق رسمها ثلاث سنوات وهناك أعمال تمّ انجازها في سنة وأعمال تمّت خلال بضعة أشهر هذا يرجع الى طبيعة العمل المُنجز ومدى تفاصيله ودقته وفيما إذا كان لدي إمتحانات وعمَل والتزامات ..
_هل يؤثر الفن على الإنسان برأبرأي
* بكل تأكيد الفن يؤثر على الإنسان.. بالأصل الفن هو فعالية انسانية.. هو قوة ناعمة تستخدم في التأثير على الفرد وتوجيه المجتمات وتنمية وعيها… وإن مهمة العمل الفني هو الإرتقاء بالنفس الإنسانية ولاسيما أن الفن يساعد في التخلص من الأزمات النفسيّة…
_هل توجد علاقة بين الفنون والإنسان؟ وما هي المهارات الواجب توفرها لدى الفنان ليبدع؟
* بالطبع هناك علاقة متينة بين الفنون والإنسان… فالفنان في التناول المجتمعي ليس مجرد شخص يرسم أو يصور أو ينحت أو يعزف المقطوعات الموسيقية.. الفنان هو مفكر بالضرورة.. وهو أكثر أهمية من أي مفكر عادي ذلك أنه يرى التاريخ والحاضر والمستقبل من منظور شديد الخصوصية والغرابة في الوقت نفسه.. يجب أن تتوافر مهارات عدة في الرسام لكي يبدع أهمّها التحلّي بالصبر .. الصّمت.. أن يكون فيلسوفاً يقدُّ المفاهيم ويترجمها إلى معانٍ سامية ويقدمها في لوحةٍ تُدهش الناظرين.. أن يكون جميل القلب مُحبّاً معطاءً دون توقّف…
_اسمكِ مميز للغاية يا اليزيه من قام باختياره لكِ وماهي أجمل المواقف التي حدثت معكِ بشأنه؟
* اوووه شكراً جميلتي بالفعل أتعرض دوماً لمواقف لطيفة عندما يسألونني ما اسمك وأُجب اليزيه سُرعان ما أرى الدهشة والابتسامة على وجوههم طالبين مني أن أُكرر لهم الاسم.. إنه أبي من اختار لي هذا الاسم أبي جميل جداً .. والجميل يجذب الجميل .
_ عزيزتي قمتِ بدراسة بعض المجالات كيف كانت تجربتكِ بكل مجال؟ وهل هناك جوائز حصلتِ عليها ومعارض شاركتِ بها؟
*نعم لقد كان لي مسيرة حياة علمية هائلة فأنا أحمل إجازة جامعية في الفلسفة وإجازة جامعية في الحقوق وأدرس الترجمة في كلية الآداب.. أدري أن كل مجال يختلف كُليّاً عن الآخر .. لكنه حُبّ العِلم وشغف المعرفة الدائم.. تجربتي في كل مجال درسته كانت في غاية الصعوبة وفي غاية الجمال أيضاً.. وكُنت أسرق بعض الوقت لكي أرسم فكرةً قالها الأستاذ أثناء المحاضرة لتتحول تلك الفكرة فيما بعد إلى لقطة فنّية مُتكاملة وقد قمت بمشاركة أفكاري وأعمالي في بعض المعارض وكانت النتائج مُرضية للغاية..
_كلمة أخيرة توجهيها لكل من عرفكِ كمحامية مجتهدة وكفنانة عالمية وماهي النصيحة التي توجهيها لمن يمتلك موهبة الرسم؟
*في كلمتي الأخيرة لايسعني إلا أن أُوجّه خالص الحُب لكل من عرفني فالحُب أثمن مانقدّمه في كل مكان وزمان…
ولكلّ فنان مبدع أقول.. كُن جميلاً ترى الوجود جميلا..
وفي ختام هذا الحوار نتمنى لصاحبة الأنامل الذهبية مستقبل باهر يليق بجمال روحها ونقائها
ولها مني ومن مجلتنا الرائعة تحية كبيرة معطرة بعطر الياسمين.
المزيد من الأخبار
حوار مع الكاتبة إيمان فاروق بمجلة إيفرست الأدبية
مجلة إيفرست الأدبية تستضيف الكاتبة مني أحمد حافظ
فوزية عبد الحميد: من الأمومة إلى التميز في الإدارة