كتبت: سارة مجدي
-ولتمهلني سمعك، وبصرك، وجميع حواسك لي ياسيدي ولتكن مُنصتٍ جيدٍ لي…
-لا أقول لك أن جميع نساء العالم ملائكة، ولا أقول أن جميع الرجال شياطين، ولكني أقول أننا بشر كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ وخيرُ الخطَّائينَ التَّوَّابونَ ، نحن بشر نخطئ ونصيب، نحن وجهان لعملة واحدة، لكل مِنا جانبين سلبي وإيجابي، وبكل مكان الجيد والحسن، ولاكن دعني أُحدثك قليلًا لتقل لي بنفسك ماهي مكانة المرأة في مجتمعنا المصري علىٰ الأخص…
- لا أقول أن القانون لا ينصر المرأة بالعكس هو يقف جوارها كثيرًا، ولاكني أُحدثك عن أحداثٍ أصبحنا نعيشها في الوقت الحالي، نحن ندرس في الكُتبِ أن للمرأة مكانة كبيرة، و أنها نصف المجتمع وتمثل النصف الآخر، ولكن ماذا يحدث بهذه التي تُمثل قاعدة المجتمع وأساسه كيف تُعامل؟
سأروي لك بعض القصص عن واقع أعيشه لتقل لي بنفسك هل المرأة تستحق كل هذا؟
١-هل تستحق زوجة أن تُعامل مِن زوجها وأهله أسوء معاملة، وتتجرع الآلام وتخدمهم جميعًا، وتتحمل كل أذى وإهانة منهم، كي تعيش وكأنها خادمة، مُستأجرة لهم، يعاملونها مثل العبيد ألم ينتهي زمن العبيد منذ مجيء الإسلام؟! ولكننا نعيشه الآن في كل بيت به زوجة اِبن، لتعاملها أم زوجها كجارية مستأجرة لها، والأبن لا يفعل شيء وكل هذا لأنها ليس لديها أهلًا يأخذون لها حقها، ماذا فعلت هذة الفتاة حتىٰ تتحمل كل هذا منهم؟
٢- وأُخرىٰ تعيش المعاناة نفسها وأكثر مِن ذلك، أخرى ترى أهلها يُطردون مِن بيتها ويُهانون ولا تستطيع فعل شيء، لا تستطيع الراحة حتى في بيتها، لا زوج يأخذ حقًا مِن أبيه، ولا أبًا يأخذ حق أبنته، ماذا تفعل هذة الفتاة؟ أتقطع علاقتها بأهلها لتعيش وحيدة مع زوج يسافر بالأشهر، ماذا تفعل تسمع الإهانة لها ولأهلها أيضًا ولا تفعل شيء ماذا فعلت تستحق عليه كل هذا؟
أحقًا تتجوز الفتاة للمعانة فقط؟!
ولكن عندما لاتتزوج يكثرون الحديث عليها، ماذا تفعل حتى تُرضي هذا المجتمع الذي يَطلق علىٰ نفسه متحضرًا وهو أبعد ما يكون عن هذا.
٣_ولأحكي لك قصة أُخرىٰ وهذه المرة عن المُطلقة، إنهم يعاملونها وكأنها مُرتكبة كبيرة مِن الكبائر لا يغفرها الله، لا والله إنه يغفر الكبائر ويرحم ولكنهم لا يرحمون، يعاملونها أسوء معاملة لا تَسلم مِن ألسنتهم المُسننة، ولا مِن سُم كلماتهم، لا يراعون أنها بشر أيعتقدون أنه سهلاً عليها لقب مطلقة؟ أيعتقدون أنه من السهل أن تطلق هكذا بلا سبب؟!
-لا والله لم تُطلق امرأة إلا وقد نفذ رصيد زوجها مِن الفُرص، ونفذت طاقتها ولم تجد وقود تشحن طاقته به، فقد نفذ كل ما بها، تحملت للحد الذي لا أحد يتحمله، حتىٰ أنتهىٰ المطاف بها لذلك، ألا تستحق أن يرحمونها من ألسنتهم المدببة بالسهام التي تقتلها ببطء؟! ألا يكفي ما تجرعته مِن الآلام من قبل؟ ألا يكفيها هذا الألم الذي تحملته؟ أتركت العذاب حتىٰ يأتي لها إناس لا يرون أي شيء ولا يعرفون شيء، إناس رجعيون و يرون الظاهر وهو ماخفي كان أعظم، ولكن من الذي يراها ومن الذي يطلع على أنين قلبها، وحشرجات صوتها، في البكاء المرير على حالها، مَن إنه الله، لنا الله لنا الله…
-ودعني أُخبرك أنه يوجد مجتمع راقي تعيش به المرأة بشكل أفضل مِن هكذا ولكني أحدثك عن ما أعيشه وليس ما أسمعه؛ ولكن المحزن أنني أرى مجتمع إسلامي لا يُطبق شرع الله ويستوصوا بالنساء خيرًا كما قال نبيهم لهم، وأرى مجتمع أخر غير مسلم ويُطبق الإسلام وهذا أكثر ما يحزنني حقًا.
“ليتنا نعود لزمن الرسول، ليت الرسول يكون بيننا حتى يُعلمنا كيف تكون معاملة الزوجة، كيف نملأ البيوت بالحب والمودة والرحمة، رحمه الله علىٰ مَن قال حين سُأل مَن أحب الناس إليك قال عائشة، ومِن الرجال قال أبيها، أي إن لم تكن عائشة سيكون أب عائشة ليته بيننا ليُصلحنا”
المزيد من الأخبار
الهربس وأعراض الإصابة بِه….فما هي عدوى الهربس؟!
المبدعة نهى غريب بين طيات مجلة إيفرست الأدبية
خلاصة لقاءات نفسية