مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

ماهى الصداقة الحقيقية

كتبت: سعاد الصادق

في رحلة العمر الطويلة، نمضي بين وجوهٍ كثيرة، منهم من يمرّ عابرًا كنسمة، ومنهم من يترك في القلب جذورًا لا تموت. الصداقة الحقيقية ليست كلمات مجاملة ولا مواقف عابرة، بل دفء يسكن الروح، ويد تمتد حين تتكسر الأجنحة. الصديق الحقّ هو من يراك في لحظات ضعفك فلا يشمت، بل يقترب ليكون سندًا وسترًا. هو من يغضّ الطرف عن عيوبك ويذكّرك في كل مرة بما فيك من نورٍ جميل، حتى حين تنسى أنت نفسك. هو الذي يُشعل في قلبك شمعة حين يشتد الظلام، ويُمسك بيدك في أوقات الانكسار قبل الفرح.

 

الصديق الحقيقي ليس ظلًا يتبعك في الضوء ويغيب عنك في العتمة، بل هو النور نفسه؛ دفء يُعيد للحياة معناها، وأمان يُذكرك بأنك لست وحدك مهما كان الطريق طويلًا. تلك هي الصداقة التي تُربّي الروح على الوفاء، وتغرس فينا اليقين .

 

يا صديقي…

أعرفك حين يرحل الجميع،

حين يبرد الليل ويثقل القلب بالوجع،

تجيء كيدٍ من دفء، كبيتٍ من أمان.

أنتَ الذي ترى كسري ولا تفضحه،

تُغلق عينيك عن عيوبي

وتفتح قلبك لكل ما فيّ من جميل،

تذكرني حين أنسى نفسي،

وتعيد لي وجهي حين يضيع في غبار الأيام.

 

الصداقة ليست كلمة في فم،

إنها نسمةُ وفاءٍ تعبر القلب فتنعشه.

الصديق الحقّ هو الذي يضيء ظلامي

حين تنطفئ كل الشموع،

ويبقى بجانبي حتى يشرق النهار.

 

هكذا هي الصداقة يا رفيق الروح؛

ليست وعدًا يُقال ثم يُنسى،

ولا ظلًّا يزول مع زوال الضوء،

إنها وطنٌ صغير نحمله في قلوبنا،

وحين تضيق بنا الحياة

نعود إليه فنجد الدفء والأمان،

فنحمد الله على هدية اسمها: الصديق الحقيقي.