حوار: داليا منصور الفرجاني.
تتشكل الأرواح من جديد بين دفتي كتاب وصفحات رواية، تقف د/ إيمان فؤاد لتُؤكد أن للكلمة قوة تفوق الألم، وقدرة على بث النور وسط العتمة، كاتبة تحمل بين سطورها بساطة الروح وعمق الفكر، تؤمن أن الكتابة ليست مجرد ممارسة أدبية، بل موطنًا تُقيم فيه النفس، وفضاءً يملأه الأمل والتفاؤل، في هذا الحوار، نقترب أكثر من الإنسانة خلف القلم، نغوص في بداياتها، ونرافقها بين محطات الإبداع، لنكتشف كيف ترى الكلمة، وكيف تبني من حروفها عوالم قادرة على الشفاء..
كيف تُقدّمين نفسك للقراء؟ ومن هي الإنسانة التي تقف خلف القلم والسطور؟
انا د/ ايمان فؤاد محمد أحمد، أنا كاتبة تؤمن أن للكلمة قدرة على مداواة الأرواح، وإضاءة الدروب، خلف القلم إنسانة بسيطة، تعشق الجمال، وتحب أن تصنع من الحروف مساحات دفء وأمل.
هل ما زلتِ تتذكرين أول نص كتبته؟ وماذا يمثل لكِ اليوم؟ وهل ما زلتِ تحتفظين به؟
نعم، كان أول نص لي رواية بعنوان ميثاق هلويا، هي ليست مجرد كلمات كتبتها للمرة ألاولى، بل كانت بوابة فتحت لي عوالم الكلمة، وكأنها العتبة الأولى التي عبرت منها الروح إلى مساحة أوسع من التعبير، ما زالت بالنسبة لي بمثابة الميثاق الحقيقي مع القلم، عهدٌ بأن الكتابة ستبقى بيتًا أسكنه مهما تبدّلت الطرق.
من أين تستلهمين أفكارك عادةً؟ وهل تميلين إلى توظيف الواقع في كتاباتك، أم تجدين لذة أكبر في نسج الخيال؟
أستلهم من تفاصيل الحياة الصغيرة: ابتسامة، موقف، أو لحظة تأمل، أمزج بين الواقع والخيال، فهما جناحان لا يكتمل النص بدونهما.
كيف تصفين علاقتك بالشخصيات التي تبتكرينها؟ وهل تترك تلك الشخصيات أثرًا نفسيًا فيك بعد الانتهاء من العمل؟
هي كرفاق الطريق؛ أتعرف إليها وأترك لها مساحة لتعيش، ثم أودعها بودّ، تبقى كأثر جميل في الذاكرة.
هل تلتزمين بأوقات محددة للكتابة، أم أنك تكتبين فقط حين يطرق الإلهام بابك؟
أحيانًا أكتب بانتظام، وأحيانًا أترك الإلهام يقودني، أؤمن أن الكتابة مثل التنفس، تأتي بطبيعتها متى ما نحتاجها.
عندما تكتبين، هل تسعين أولًا لإرضاء ذاتك، أم تفكرين في القارئ؟ وأيهما، برأيك أكثر أهمية؟
أبدأ بنفسي، ثم أترك النص يذهب ليلامس القارئ. النص الصادق يجد طريقه للقلبين معًا.
ما أصعب مرحلة تمرّين بها أثناء كتابة عمل أدبي جديد؟ وكيف تتجاوزينها؟
هي فقط لحظات التوقف التي تحتاج إلى صبر، وأتجاوزها بالعودة إلى القراءة أو التأمل حتى يعود التدفق من جديد.
من بين أعمالك، أيّها الأقرب إلى قلبك؟ ولماذا؟ وكيف ترين تطوّر أسلوبك الأدبي منذ إصدارك الأول وحتى اليوم؟
كتابي شفاء الأقرب، لأنه بداية لسلسلة كتب، وأرى أن الأسلوب ينضج مع كل تجربة، ويزداد عمقًا ورشاقة مع الزمن.
هل تحرصين على إيصال رسائل أو قضايا معينة من خلال كتاباتك؟ وما أبرز القيم التي تهتمين بها؟
أهتم أن أترك في النص أثرًا من نور أو أمل، القيم التي ترافقني دائمًا لحب، التفاؤل والإيمان بجمال الإنسان.
كيف تتعاملين مع النقد، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا؟ وهل شعرتِ يومًا بالندم على نشر عمل ما؟
أتقبله بروح المحبة، لأنه يضيف منظورًا آخر، ولم أندم لأن كل عمل هو محطة في الطريق.
برأيك، هل من الضروري أن تكون الكاتبة قارئة؟ وما الفرق بين الكاتبة الموهوبة والكاتبة المثقفة؟
نعم، القراءة غذاء الروح، الموهوبة تكتب بإحساس جميل، والمثقفة تضيف العمق والوعي، وإذا اجتمعا اكتمل البريق.
هل نُشر لكِ عمل ورقي من قبل؟ وما الفكرة المحورية التي ارتكز عليه؟
نُشر لي كتاب شفاء، وهو بداية لسلسلة كتب متتابعة تحمل التفاؤل، أما الكتاب القادم، فبعنوان المدينة التي تنام بعيون مفتوحة، بروح فانتازيا عن أماكن تسكنها الذكرى.
ما الدور الذي ينبغي أن تلعبه الكاتبة في مجتمعها؟ وهل ترين أن على الكاتبة مسؤولية فكرية أو اجتماعية؟
الكاتبة صوت من أصوات الحياة، نعم، عليها مسؤولية أن تُنير وتبني وتهوّن، بالكلمة التي تصنع فرقًا.
هل لديكِ قصة تتركز أحداثها على حقيقة أو واقع ملموس تعيشينه في الواقع؟ وما هي؟
كل نص فيه ظل من الواقع، لكنني أميل إلى صياغته بروح رمزية أو خيالية، ليبقى النص متاحًا لتأويلات متعددة.
كيف تُقيّمين علاقة الكاتبة بدور النشر في الوقت الحالي؟ وهل سبق أن واجهتِ صعوبات في النشر؟ وكيف تجاوزتها؟
العلاقة في طور تطور، وبعض الصعوبات طبيعية في بادئ الطريق، الإصرار والشغف هما الوسيلة لتجاوزها.
ما رأيك في ظاهرة النشر الذاتي عبر الإنترنت؟ وهل ترينها مؤثرة إيجابًا أم سلبيًا على جودة النص الأدبي؟
هي مساحة واسعة للحرية، لكنها تحتاج وعيًا بالمسؤولية. الأثر يكون إيجابيًا إذا التزم الكاتب بالجودة.
هل تعملين حاليًا على مشروع جديد؟ وإن أمكن، هل تبوحين لنا ببعض تفاصيله؟
نعم، أعمل على المدينة التي تنام بعيون مفتوحة، وهو كتاب يحمل طابعًا فانتازيًا عن أماكن تتنفس بالذكريات، بعيون مفتوحة على الحياة.
ما هو حلمك الأكبر ككاتبة؟ وهل هناك طموح لم يتحقق بعد؟
حلمي أن أترك أثرًا طيبًا في قلوب القراء، وأن تتحول كتبي إلى رفيق يبعث على الطمأنينة أينما وُجد.
ما الرسالة التي تودّين توجيها لجمهورك ومحبي أدبك؟ وماذا تقولين للكاتبات الشابات اللواتي ما زلن في أول الطريق؟
أقول لقرائي: أنتم شركائي في هذه الرحلة، وأقول للشابات اكتُبن بصدق، ولا تخفن من البدايات، في النص يكبر معكن.
وفي ختام حوارنا، يسعدنا أن نسمع رأيك حول مجلة إيڤرست الأدبية، كيف تنظرين إلى دورها الثقافي وتأثيرها في دعم المواهب الشابة والمشهد الأدبي عمومًا؟ وهل أعجبك هذا الحوار؟
أرى “إيڤرست” فضاءً ثقافيًا مهمًا، يفتح النوافذ للمواهب ويثري المشهد الأدبي، والحوار كان مبهجًا وعميقًا، يبعث على الامتنان.
المزيد
يوسف العفيفي… بين الصدق والواقعية
سنغوص في عالم الكاتبة هادية يوسف لنكتشف المزيد عن عالمها الأدبي الرائع أثناء حوارها الصحفي داخل مجلة إيڤرست الأدبية.
حوار مع الشاعر والروائي عبدالرحمن محمد عباس