امسك القلم ودوَّن  

Img 20250519 Wa0047

 

كتبت: هاجر حسن

 

في زمن تتسارع فيه اللحظات، وتتلاشى فيه المعاني بين زحام الحياة، تظل الكتابة مرآة للروح، ونبضًا لا يتوقف. 

 

 تتراكم الأفكار في العقول كأنسجة عنكبوتٍ في زاويةٍ مهجورة؛ رقيقة، لا تصمد طويلًا أمام ريح النسيان.

 

تهبط الفكرةُ كالنجمة السرمدية اللامعة على العقل، كأنها هديةٌ من السماء، فإنها إن تُركت حبيسة الذهن، تشابكت مع غيرها من الأفكار، حتى تغدو شبكةً مزدحمة، كخيوطٍ معقودة، تضيع فيها الفكرة النجمية، وتتحول إلى سراب. 

 

وكان الحلّ السحري، والنعمة العظمى التي علّمها اللهُ للإنسان هي: “الكتابة”. 

 

قال الإمام الشافعي رحمه الله: “من لم يكتب ما يتعلم، نسي نصفه.”

 

لهذا، كانت الكتابةُ طوق نجاةٍ لأفكارٍ إبداعية كادت أن تغرق في بحر الهموم ومشاغل الحياة. 

 

اكتبْ كل فكرة، وكل خاطرةٍ تهبط عليك كنجمةٍ مضيئة؛ دّونها قبل أن تفقدَ بريقها وتندثر في غياهب الظلام. 

 

دونَّ كلَّ معلومة، كلَّ حكمة، كلَّ مقولةٍ جديدةٍ تصل إلى سمعك؛ فإنها كخريطةٍ مضيئة، نورٌ يرشدك في دروب الحياة. 

 

فلولا الكتابة، ما أبحرنا في خيالنا، ولا تنقلنا بين عبق حكايات التاريخ.

ما عرفنا عن الهدهد وسليمان حكمة، ولا عن سفينة نوح صبرًا، ولا استنرنا بحكمة لقمان. 

 

لولا الكتابة، لاندثرت الحقيقة وتلاشت في محيط النسيان، وتخبطت الرؤى، وضاع الإبداع. 

 

الكتابة… مصباحٌ لا يخبو، يحمل نبض الأفكار من جيلٍ إلى جيل، 

يحفظ الكلمات لما قد يذوب في صمت الذاكرة.

عن المؤلف