ملاذي الآمن

Img 20250519 Wa0046

 

عائشة شرف الدين 

 

لن أنسى تلك المرة الأولى التي ذهبت فيها الى صديقتي باكية فأحتضنتي وربتت على كتفي، وأخذت تواسيني وتزيح عني جبال الأحزان المتراكمة على قلبي، فكلماتها العذبة وعباراتها المحملة بالراحة واليقين أثلجت صدري وأراحت قلبي، وما هي إلا دقائق حتى شعرتُ بالخفة والبراح، وكأن في حضنها سحرٌ أزاحَ مابي من غمٍ وهمٍ، وتسللت الطمأنية الى قلبي كخيوط من نور، فأضات مساحات العتمة في داخلي وبددت غيمات الحزن من على صدري، ومنذ تلك المرة إعتدت الذهاب إليها عند كل لحظة ضيقٍ وهمٍ تعتريني، فلا تكل ولا تمل ولا ينتابها الضيق، بل في كل مرة تستقبلني بوجهٍ ضاحكٍ وقلب رحب، فصارت وجهتي المقصودة وملاذي الآمن، ولا يسعني سوى أن أقول: 

صديقتي كانت خارقة دون أن تُلامس السحاب، هي فقط كانت تُلامس قلبي وتُلون واقعي بالحب.

عن المؤلف