بقلم: سُــها طارق “استيرا”
تُعدُّ الحياة الزوجية من أهم المراحل في حياة الإنسان، حيث تتشابك فيها المشاعر والعواطف لتشكّل أساسًا قويًا لبناء الأسرة والمجتمع. لذلك، ينبغي علينا احترام وتعزيز حقوق المرأة في الحياة الزوجية، فهي ليست مجرد شريكة في الحياة، بل ركنٌ أساسيٌ في بناء المجتمع وازدهاره.
إن حقوق المرأة ليست مجرد مطالب إنسانية، بل هي حقوق شرعية وقانونية تسعى إلى تحقيق العدل والمساواة. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: _”وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ”_ ، مما يُبرز ضرورة التعامل وفق الأخلاق والقيم الإسلامية. كذلك قال الله تعالى: “وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً” ، مما يدل على أهمية الاحترام المتبادل، والمودة، والرحمة كأساس للعلاقة الزوجية.
للأسف، قد تُواجه بعض النساء انتهاكات لحقوقهن في الحياة الزوجية، مما يُشعرهن بعدم الأمان أو التقدير. لذلك، يجب أن تُبنى العلاقة الزوجية على اللطف والرفق، بحيث يكون الزوج داعمًا ومساندًا لزوجته في جميع جوانب حياتها، سواء كانت شخصية أو مهنية أو عائلية. يجب على الزوج دعم زوجته في تحقيق طموحاتها وأحلامها، بالإضافة إلى إتقان مهارات التفاهم والتواصل الجيد، إذ يُعدُّ التواصل أساسًا جوهريًا للمعاشرة بالمعروف. كما ينبغي أن تُمنح المرأة حرية التعبير عن أفكارها وآرائها دون قيود.
علاوة على ذلك، يجب تحقيق المساواة والعدل في جميع الواجبات بين الزوجين، بحيث تُوزَّع المسؤوليات بشكل متوازن دون أي تمييز. قال الله تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ” ، في إشارة واضحة إلى أهمية المساواة في الحقوق والواجبات. ومن هذا المنطلق، يجب احترام حقوق المرأة فيما يتعلق بالمهر والنفقة، وتمكينها من حق الاستقلال المالي بحيث تتصرف في أموالها كما تشاء.
إضافةً إلى ذلك، يجب تسهيل حق المرأة في التعليم والعمل، وتوفير بيئة داعمة لطموحاتها، مع احترام خصوصيتها وحقوقها الفردية، مما يُعزز استقلاليتها وثقتها بنفسها.
ومن الحقوق الأساسية أيضًا، الحق في طلب الطلاق والانفصال إذا تعرضت لأي ظلم أو أذى. كما أن توفير الرعاية الصحية اللازمة يعدّ من واجبات الزوج لضمان وصولها إلى الخدمات الصحية بشكل شامل. يقول الله تعالى: “وَإِنْ أَرَدْتُمْ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ” ، مما يبرز حق المرأة في اختيار الأفضل لحياتها.
حق الإنجاب والتربية أيضًا حق مشترك، حيث ينبغي أن يكون قرار الإنجاب ناتجًا عن توافق بين الزوجين، وليس قرارًا منفردًا.
بالإضافة إلى ما سبق، هناك حقوق أخرى تشمل:
حق المشاركة في اتخاذ القرارات: أن يكون للمرأة دور فعّال في اتخاذ القرارات المتعلقة بالحياة الأسرية، مثل التربية والتعليم وانتقال الأسرة، مما يعزز الشعور بالمسؤولية.
حق التعبير عن المشاعر:أن يكون للمرأة الحق في التعبير عن مشاعرها بحرية، على أن يستمع الزوج ويتفاعل بشكل إيجابي مع تلك المشاعر.
حق الحماية من العنف: ضرورة توفير تشريعات تحمي المرأة من العنف الجسدي أو النفسي لضمان سلامتها وأمنها.
حق الدعم النفسي والعاطفي:أن يكون الزوج مصدرًا للدعم النفسي والعاطفي، مما يُسهم في تعزيز صحتها النفسية والعاطفية.
حق الاستقلال الاجتماعي: احترام حق المرأة في المشاركة بالأنشطة الاجتماعية والثقافية التي تعزز من دورها في المجتمع.
وفي الختام تعد حقوق المرأة في الحياة الزوجية ليست فقط جزءًا من حقوق الإنسان، بل هي أساس لضمان علاقة زوجية متوازنة ومستقرة. ويجب على المرأة أيضًا احترام حقوق زوجها بالمثل، لتحقيق التوازن والتفاهم وبناء أسرة قوامها الاحترام والمحبة. تعزيز هذه الحقوق يساهم في بناء مجتمع قوي ومتوازن، حيث يكون لكلٍّ من الزوجين دورٌ فعّالٌ ومؤثر.
المزيد من الأخبار
ماذا علمك زلزال 2025؟
لا تعجز
مزيج