خلاصة لقاءات نفسية

Img 20250429 Wa0014

كتبت: د/هالة أبو النجا 

 

* سلسة عن المشكلات الزوجية

فى زمن السوشيال ميديا، أصبح معظمنا مدمن بالموبايل، إلا من رحم ربى،فأصبح معظمنا يعيش حياته فى عالم إفتراضى مليئ بالإثارة ،حتى فى التجمعات العائلية الكل يمسك هاتفه ويرد على السؤال بعد خمس مرات من تكرار السؤال فهو غير منتبه لك ولا يسمعك ،متجمعين شكلا ولكن مضمونا لا،وللأسف هذا هو حال معظم الأزواج حاليا ،الرجل يرجع من الشغل يأكل ثم يجلس على الهاتف وزوجته كذلك، والأطفال يمسكون التابلت للعب الألعاب الإلكترونية، ويسود الصمت كما لو كنا روبوتات ،لا أصبحت الزوجة تعرف عن زوجها شئ ولا الزوج يعرف عن زوجته شئ ،والمضحك أنها تجلس بجواره فى يوم عيد ميلادها لا يقول لها وجها لوجه كل عام وأنتى بخير ،ولكن ينشر بوست وينتظر اللايكات ويباركلها أمام الناس فهذا هو الأسلوب المثالى للتعامل للأسف.

– الزوج (٤٤عام)مدرس ، يقول أنا أشعر بالفتور ،والحياة تشبه بعضها ،أرى زوجتى بعين غير راضيه ولا أراها جميلة مثل الأول ،ومهما أقول لها غيرى من نفسك شوفى السيدات ماذا يفعلون وإفعلى مثلهم ،ولكن تهتم وأنا مازلت أراها سيئة ،الظروف المادية لا تسمح بأن أتزوج بأخرى ،وأشعر بأنى تسرعت فى اختيارها.

– الزوجة: (٣٧عام)ممرضة ،هى على قدر من القبول شكلا ،وتقول أنها فقدت الشغف فى العلاقة الزوجية وأنها تشعر بالملل والضيق ،فالزوج موجود وغير موجود ، يرد عليها ببرود وحتى لا ينظر إليها ،معظم وقته يمسك التليفون ومندمج مع أصدقائه فقط.فبالتالى أنا فعلت ذلك أيضا فالإهمال يقابل بالإهمال ،إلى أن إكتشفت أنه يتحدث مع سيدات على الإنترنت ويقنعهم أنه أرمل  فطلبت الطلاق أكثر مرة، وكل مرة يلقى اللوم عليا بأنى مقصرة ،وهو أصلا لا ينظر إلى تقريبا نسى شكلى  .

– الإجابة: للأسف نحن فى زمن السوشيال ميديا وصعب البعد عن التطور والأحداث المحيطة ،ولكن كل منا محتاج لعمل كنترول على هذا الأمر لأنه تحول إلى إدمان للكبار يقلدهم فيه الصغار .

– الحياة على السوشيال ميديا معظمها مزيفة ،فالكل يتملق فترة الفيديو إلا من رحم ربى ،فلا تصدق كل ماتراه.

– إلى جانب إنتشار عمليات التجميل وتطور الميك أب ،والفلاتر وحدها كارثة تغير المعالم تماما ،فالرجل طول الوقت يغذى عقله بصور مزيفة ولو رفع الفلتر لإنتحرت وقدرت قيمة القمر التى تجلس بجانبك.

– وكذلك الزوجة ترى فيديوهات لرجل وسيم وحكيم ويفهم فى التعامل مع السيدات ،وفى حقيقة الأمر ممكن يكون تم خلعه لعدم المسئولية

– ونأتى لأهم نقطة وهو غياب الحوار وبالتالى غياب التفاهم ،وعدم الإهتمام فأصبح وجود كل طرف مثل عدمه، والخيانات المتكررة حتى لو بالكلام مما يفقد الثقة بين الطرفين ،وتبدأ المشاكل التى لا تنتهى .

– عدم تكوين عادات صحية بينهم ،مثل أنهم يخصصوا وقت لمشاهدة فيلم سويا ،أو الجلوس فى البلكونة وشرب كوبين شاى مثلا وسماع أغنية لطيفة والحديث واللعب سويا،أو الدخول للمطبخ وتحضير وجبة يتشاركاها وهكذا،فذلك يصنع ذكرى طيبة تربطهم بعضهم فإذا غاب أحدهم كل شئ يذكرة بالآخر ،أما الآن لا توجد ذكرى تجمعهم فسهل بعادهم وطلاقهم

– وضع بعض القواعد مثل ممنوع الكلام فى الموبايل والزوج موجود إلا للضرورة وهو كذلك ،فذلك وقت العائلة.

– الموضوع يطول شرحه ،ولكن على الزوجين عمل كنترول على التليفون وتخصيص وقت للجلوس سويا والخروج حتى لو يتمشوا .دعوة للزوجة بمواكبة التغيرات والإهتمام بذوق الرجل وتأخذ رائيه إلى أن تصل لمرحلة مرضية له،والرجل يتفهم أن ليس كل ما يراه يلمع ذهب .

– تحياتي لكم وللتواصل على هذا اللينك

https://www.facebook.com/share/16YUq7pCFi/

عن المؤلف