بقلم: سها طارق “استيرا”
فجأة، ارتفعت حرارة المكان وأحاطت بنا دوامة من الألوان المتوهجة. تراجعت برعب وسألته بصوت مرتجف: “من أنت؟ ولماذا تأتي في أحلامي؟” فأجابني: “أنا ذلك التائه، وأمام عينيكِ رست سفن قلبي. أنا الشريد، وأمام قلبك ظهرت قوتي. أنا الذي أحببتك دون رؤيتك، لكن كان للقدر رأي آخر في لقائنا. أنا المنقذ إليكِ، وأنتِ المنقذة لقلبي من الغرق. أنا النصيب والقدر.” كانت كلماته تحمل عبء الحقيقة، وكأنها دعوة للإيمان بشيء أكبر من نفسي. شعرت وكأن هناك شيئًا مألوفًا في صوته.
نظرت إليه وسألته: “لماذا أنا؟” قال: “لأن روابط قلوبنا اجتمعت دون علمنا ورؤيتنا. اتفقوا على الحب قبل حضورنا لهذا العالم. فتقبلي النصيب وآمني بأن العوض موجود.” كانت كلماته كالبلسم لجرحي، لكنها زادت من حيرتي.
أجبته: “لا أعرفك.” فقال: “مصير الأيام سيوضح كل شيء.” فجأة، اندلعت معركة أخرى، حيث هاجمت الكائنات الغامضة الساحر، وكأنها تحاول إنقاذي. في خضم الفوضى، شعرت بوجود شيء ما في جيبي. كان ذلك كتابًا قديمًا، يحمل أسماء وأحداث غامضة.
عندما فتحت الكتاب، بدأت الكلمات تتلألأ وتنبعث منها أضواء مشرقة، وكأنها تسرد قصصًا من ماضي عائلتي. اكتشفت أن جدتي كانت تحمل سرًا عميقًا، وأنها كانت جزءًا من منظمة سرية تحارب الكائنات المظلمة، والتي كانت تتواجد في تلك البلدة منذ عقود. وكانت تلك المنظمة تحاول إبقاء العالم آمنًا من تلك الكائنات التي تستمد قوتها من الخوف والألم. أدركت أنني لم أكن مجرد ضحية، بل كنت جزءًا من هذا التراث. شعرت بثقل المسؤولية على عاتقي، لكنني كنت مستعدة لمواجهة التحديات.
في تلك اللحظة، اتحدت قواي مع الكائنات الغامضة، وبدأت في مواجهة الساحر. كانت المعركة تتصاعد، وكأنها تعكس صراعي الداخلي. أصوات المعركة كانت تعلو وتزداد حدة، والألوان تتداخل بين ظلال الأسود والأحمر، كأنها لوحة مرعبة ترسم أمام عيني. شعرت بالقوة تملأني، وكأنني أستمد طاقتي من التراث العائلي. في النهاية، تمكنت من هزيمة الساحر، واختفت الكائنات، تاركة لي شعورًا بالقوة والسلام.
فجأة، خرجت من تلك البلدة، واكتشفت أنني عدت إلى بيتي؛ لكنني لم أعد كما كنت. كنت محاطة بأفكار جديدة، وبوعي مختلف. أدركت أن الجدة لم تتركني بعد، بل كانت ترشدني طوال الوقت.
في تلك اللحظة، أدركت أن الرحلة لم تنته بعد. بينما كنت أنظر إلى السماء المليئة بالنجوم المتلألئة، شعرت بأنني على وشك بدء فصل جديد في حياتي. كل تجربة، مهما كانت مؤلمة، تحمل في طياتها دروسًا وحكمة. كانت تلك بداية جديدة، حيث سأبدأ في معرفة ذاتي واكتشاف معنى القوة في أوقات الضعف. وفي النهاية، هذا الطريق المظلم، وجدت النور الذي أحتاجه وأعدت كتابة قصتي الخاصة، لكنني كنت أعلم أن هناك المزيد من المغامرات في انتظاري.
المزيد من الأخبار
وتفاقمت المسافات
وتفاقمت المسافات
جزيرة الأصداف