عندما نطقت العيون

Img 20250313 Wa0000

 

 بقلم: حياه أحمد

 

عندما يعمّ الصمت على الجميع، وتختفي الكلمات، وتصبح العبارات عاجزة عن التعبير… تتحدث العيون، تبوح بما يعجز اللسان عن قوله، وترسم حكايات لم يكتبها أحد.

 

يأتي عليك وقت لا تشعر فيه بشيء، لا تجد الكلمات المناسبة، ولا تستطيع التعبير عما في داخلك. تصبح غريبًا حتى عن نفسك، تائهًا بين مشاعرك المتضاربة، لا تفهم ما بك، ولا يدرك الآخرون حجم ما تحمله روحك. لكن عيناك تفضحانك… تحكيان عن الألم، عن الشوق، عن الخذلان، وعن الأحلام التي ضاعت وسط زحام الحياة.

 

هناك مشاعر دفينة، حب مكتوم، وحنين موجع، تحاول كتمانه لكنه ينكشف في نظراتك، فالعين لا تجيد الكذب. هناك وجع يثقل قلبك، يربك خطواتك، يجعلك تتساءل: إلى أين أمضي؟ كيف أهرب من هذا التيه؟

 

وفي النهاية، يبقى السر فيمن يستطيع قراءة تلك العيون… فيمن يفهم صمتها قبل حديثها، فيمن يدرك أن العيون ليست مجرد نافذة للروح، بل مرآة تعكس كل ما لم يُقال.

 

ربما نحتاج فقط إلى شخص واحد يرى الحقيقة خلف نظراتنا… شخص يجيب عن الأسئلة التي لم نطرحها، ويفهم الكلمات التي لم ننطق بها، حينها فقط، لن نحتاج إلى الكلام، لأن العيون قد نطقت بالفعل.

عن المؤلف