الدّموع كلمات

Img 20250221 Wa0086

 

كتبت: ملاك عاطف

“الدموع كلمات لا يستطيع القلب نطقها، ولا يتحملها الصّمت”

ربّما لأنّها ثقيلةٌ على ألسنة الإحساس، وأجنبيّةٌ على قاموس لغة محلّ الشّعور، ومستترةٌ في حمرة خجل التعبير، ومدفونةٌ في تراب خطايا ضغائننا التي نسعى لاهثين للنفضها عن نقائنا!

ولا يحتملها الصّمت؛ لأنّها تعقد حبلًا من حبّاتها حول جيده؛ فتخنق هدوءه، فيتجرّد منه ويلفظها كلماتٍ مشتّتةً في فضاء تلعثم النطق المجروح!

إذًا، ماذا بوسعنا أن نفعل بها؟ أنذرها تنهمر سخينةً على وجنات ضيقنا دون أن نمسحها بمناديل الفضفضة؟ أنتركها لشمس الكتمان تجفّفها أو تحجّرها؟

وإذا تحجّرت، من ذا الّذي يحمي العيون من أن تُفقأَ بصلابتها؟ ومن يضمن لنا الضّغط على قابس أمان البوح إذا حدث تماسٌ شعوريّ؟

الدّموع كلماتٌ لا يستوعبها سوى مصنع الأدب، ولا يقبلها سوى حبر الحرية المطلق، ولا يسعها سوى حضن الورق، ولا يحتويها سوى بيت القصيد.

الدموع لؤلؤٌ تعانقه بحور الشعر، وحزنٌ تطوّقه ذراع السطور، وبردٌ يدفئه بساط النّثر، ودعاءٌ ملحٌّ تحمله غيوم السّحر إلى سماء الاستجابة المزدانة بكواكب اليقين.

عن المؤلف