11 فبراير، 2025

الكاتبة رقية القرشي في حوار خاص مع مجلة إيفرست الأدبية 

Img 20250127 Wa0085

 

 

 

حوار: عفاف رجب 

 

تقول موهبة اليوم الكتابة هي وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر بعمق، وهي أداة لفهم العالم ومشاركة التجارب الإنسانية. الأدب يعكس ثقافات الشعوب ويمنح القارئ فرصة للتفكير والخيال، وهو ليس مجرد كلمات بل طاقة حية تبقى في الذاكرة.

 

معنا رقية القرشي، تهوى الكتابة، تبلغ من العمر الـ18 عام، تدرس بجامعة الأدب والعلوم الإنسانية تخصص التاريخ والحضارة، مواليد دولة المغرب، صدر لها رواية بعنوان مرجانة عن دار اطلانتس للنشر والتوزيع،

 

رواية مرجانة تحكي قصة شابة تسعى نحو حلم قد يسلب منها كل ما تحب حتى نفسها، الرغبة في تحقيق الحلم أعمى مرجانة وجعلها أسيرة لرغباتها، فهل ستقاوم مرجانة رغباتها وتعود لرشدها أم أنها ستغامر من أجل حلمها وتسير نحو المجهول؟.

 

إلى التص:

 

-متى اكتشفتِ قدراتكِ على الكتابة والإبداع، أم هي موهبة فطرية، ومتى كانت نقطة إنطلاقكِ؟

كبرتُ في عائلة محبة للقراءة وتعتبر الكتب جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. هذا الجو الغني بالمعرفة زرع في داخلي شغفاً مبكراً بالقراءة، وفتح لي أبواب الخيال والتفكير العميق .

بدأت كتابة قصص بسيطة في صغري، والتي كانت تعبر عن أفكاري ومشاعري. مع مرور الوقت، تطورت هذه المهارة لتصبح وسيلتي المفضلة للتعبير عن نفسي والتواصل مع العالم من حولي. كانت النقطة الفارقة عندما شاركت كتاباتي مع الأشخاص الذين أثق بهم، فوجدت الدعم والتشجيع للاستمرار في الكتابة.

 

-بالنسبة لكِ؛ ما هي صفات الكاتب الناجح، وهل تفضلين صاحب الكلمات العميقة أم البسيطة التى تجذب القارئ أكثر؟

 

الكاتب الناجح بالنسبة لي هو من يمتلك القدرة على إيصال فكرته بصدق وإبداع، بغض النظر عن عمق أو بساطة كلماته. أهم صفاته هي الشغف بالكتابة، والقدرة على الاستماع والتعلم من تجاربه وتجارب الآخرين، بالإضافة إلى امتلاك رؤية واضحة وقدرة على تجديد أسلوبه ليواكب تطلعات قرائه.

أما بالنسبة للكلمات، فأنا أؤمن بأن لكل مقام مقالاً؛ أحياناً تكون الكلمات العميقة ضرورية لإيصال مشاعر وأفكار معقدة، وأحياناً تكون البساطة هي المفتاح لملامسة القلوب. الكاتب المميز هو من يستطيع المزج بين العمق والبساطة بحسب السياق، ليترك أثراً قوياً في ذهن القارئ.

 

-لأي فن من الفنون: الرواية، الخواطر، القصة، المقال تجد الكاتبة نفسها؟

 

أجد نفسي في كتابة الرواية فهي تفتح أمامي أبواب الخيال على مصراعيها تمنحني فرصة لابتكار عوالم وشخصيات تحمل أفكاري، وتجعلني أعيش تفاصيلها وكأنها واقع، مما يضفي عمقاً وسحراً على التجربة.

 

-بمن تأثرت كاتبتنا الجميلة، ولمن تقرأ الآن

 

تأثرتُ بشكل كبير بكتابات الكاتب القدير “مصطفى لطفي المنفلوطي” لفصاحة أسلوبه ورقي تعابيره التي تأسر القلب، كما وجدت في كتابات “جبران خليل جبران” عمقاً فلسفياً فريداً و ملهماً، بينما في شعر “محمود درويش” إلهاماً لا حدود له بما يحمله من إحساس وصدق.

أما الآن، فأقرأ لأدهم الشرقاوي بأسلوبه الراقي في الخواطر، وأعود دوماً إلى محمود درويش، لأن كلماته تحمل دائماً سحراً لا ينتهي.

 

-ما هي أصعب العراقيل التى وجهتك، وكيف اجتزتها؟

 

“واجهت العديد من العراقيل في رحلتي الأدبية، وأبرزها رفض روايتي من قبل عدة دور نشر. لكنني لم أستسلم لهذا الرفض، بل استفدت منه لتحسين كتابتي والبحث عن الفرص المناسبة التي تتيح لي مشاركة أعمالي مع القراء.”

 

 

-إلاما تطمح الكاتبة بالمسقبل؟

 

أطمح إلى أن تكون كتاباتي مصدر إلهام يؤثر عميقاً على القلوب والعقول، وأن أتمكن من الوصول إلى جمهور عالمي يقدر قيمة الكلمة ويستفيد من تجاربي وتفكيري. أهدف إلى أن تخلد أعمالي في تاريخ الأدب كأعمال فنية تعبر عن الصدق والإبداع، وتظل مصدر إلهام للأجيال القادمة. طموحي هو تحقيق شهرة مبنية على الجودة والصدق، حيث تكون أعمالي تعبيراً صادقاً عن تجاربي وتفكيري، وتظل حاضرة في ذاكرة القراء عبر الزمن.

 

-للإنسان طموحات عديدة، هل تواجهين صعوبة في التوفيق بين مجال دراستكِ وتطوير من الكتابة؟

 

أعمل على التوفيق بين دراستي وكتابتي بشكل مستمر، حيث أن تخصصي في الجامعة يلهمني ويقوي شغفي بالكتابة. هذا التوفيق بين الدراسة والكتابة يعزز من إبداعي ويمنحني إلهامًا مستمرًا، مما يساعدني على تطوير مهاراتي الكتابية وتحقيق أهدافي الأدبية.

 

-من له الفضل على تشجعكِ وخوض هذا المجال؟

 

الفضل يعود إلى أقرب شخص لي ؛ صديق القلم الذي شجعني على خوض هذا المجال. كان دعمه وتحفيزه لي مصدر إلهام كبير في اتخاذ خطوة الكتابة بجدية، وجعلني أؤمن بقدراتي أكثر.

 

-شيء من إبداعاتكِ الكتابية.

 

ملئت غرفتي بتفاصيله، رائحته لا تفارقني، صوته لا يغادر مسمعي، أجول أنحاء الغرفة البائسة، بين زواياها يتردد صدى ضحكاته، أبتسم وأتخيله، أطمع أن يكون معي وبجانبي، قريباً مني، أقرب لقلبي، أرقص مع خياله على أوتار أحزاني حتى أقع على ركبتي وأنهي حلقتي الكئيبة بنحيبي .

ها قد عدتُ وحيدة الآن، لا بُدّ أنَّ الحياة لعبتْ بي ثانية وهي سعيدة الآن بما يحصل لي.

 

-وقبل الختام النقد من أسس المجتمع، ما هي وجهة نظرك عن النقاد، وهل تعرضت لمثل هذه الآراء الناقدة يومًا، وكيف واجهتها؟

 

أرى أن النقد هو جزء أساسي من تطور أي مجال، بما في ذلك الكتابة. النقاد يساهمون في توجيهنا وتحسين عملنا من خلال ملاحظاتهم، رغم أن بعض الآراء قد تكون قاسية أو صعبة. بالنسبة لي، أخذ النقد البناء بعين الاعتبار لأنه يساعدني على النمو والتحسين، أما السخرية فأنا أتجاهلها، لأنها لا تضيف قيمة حقيقية.

 

-بالنهاية؛ بما تودين أن تنهي حواركِ معنا.

 

أود أن أنهي حواري معكم بالتعبير عن امتناني لهذه الفرصة للمشاركة في تبادل الأفكار. الكتابة هي رحلة مستمرة، وأنا أؤمن أن كل حوار يساهم في إثراء هذه الرحلة. أشكركم على الاهتمام والقراءة، وأتمنى أن تبقى كلماتي مصدر إلهام وتفكير.

عن المؤلف