كتبت: ملاك عاطف
“الوقت لا يشفي الجراح، لكنه يعلمك كيف تتأقلم معها”
ويعلّمك كيف تصنع لها من صبرك على ألمها جبيرة، ويعينك على كتم أنينك حين يطويها الزّمن في ثنايا تجاوزهم ويتركك تشكو لنفسك التهابها، ويعوّدك على تقبّلها كأنّها جزء منك، كأنّها شعور متغلغلٌ في روحك، أو عضوٌ يكتمل به سائر جسدك.
إنّه يمرّ عليك بدقائقٍ طويلةٍ وثقيلة، ويبدو لك أبطأ ممّا يبدو لغيرك؛ لأنّه لا يعبأ بجراحك، ولأنّ الأوقات السّعيدة هي الّتي تمرّ بسرعةِ البرق.
الوقت أستاذٌ لمن أتقن معايشته بجلافته، وثقله، ومرارته وقسوته. الوقت يا عزيزي طبيبٌ مبتدئ، لا يعرف سبل الشّفاء ولكنه يتقن وصف المسكّنات الكذّابة. مهلًا، أنا لا ألومه؛ فربّما شفاؤنا ليس مسؤوليّته، وربّما طبع الجراح أن تظلّ مفتوحة، وربّما تجاربنا وذكرياتنا هي من تضغط على موضع الألم بين فينةٍ وأخرى، بل ربّما يوقظ الألم برد الشتاء وتحمّه حرارة الصّيف؛ فلا نتّهم أحدًا.
المزيد من الأخبار
الركن الآمن
غربت الهدنة
أكتب أنا!