وجوه خلف الأقنعة

Img 20250205 Wa0056

 

الطاهر عبد المحسن

 

في زحام الحياة، تتعدد الوجوه، لكنها لا تعكس بالضرورة حقيقتها. هناك من يرتدي قناع الابتسامة ليخفي وجعًا دفينًا، ومن يظهر القوة وهو يترنح تحت وطأة الضعف. نعيش بين أشخاص نحسبهم صادقين، فإذا بالزمن يكشف لنا وجوهًا لم نكن نتوقعها، وأخرى لم نكن نمنحها اهتمامًا، لكنها كانت الأصدق بين الجميع.

 

كم مرة خدعنا قناع البراءة؟ وكم مرة خذلنا قناع الحب؟ نحن لا نرى الوجوه الحقيقية إلا حين تسقط الأقنعة، لكن حينها، هل يكون الوقت قد فات؟ قد يكون ذلك السقوط صادمًا، مؤلمًا، لكنه يكشف لنا دروسًا لم نكن لنتعلمها لولاه.

 

إنها طبيعة البشر، لا أحد يريد أن يكون مكشوفًا أمام الجميع، فالجميع يبحث عن أمانه بطريقته الخاصة، حتى لو كان ذلك من خلال الاختباء خلف قناع زائف. البعض يرتديه بدافع الخوف، والبعض بدافع الخداع، وآخرون لأنهم اعتادوا عليه لدرجة أنهم نسوا ملامحهم الحقيقية.

 

لكن مهما طالت المدة، ومهما كانت الأقنعة محكمة، سيأتي يوم تسقط فيه جميعها، ليبقى الصادقون وحدهم، أولئك الذين لم يجدوا حاجة إلى إخفاء أرواحهم الحقيقية عن العالم.

عن المؤلف