9 فبراير، 2025

الكتابة هي البحث الدائم عن وطن

Img 20250203 Wa0062

” كتبت: ملاك عاطف

الكتابة هي فراش المشاعر الّذي تأوي إليه قلوبنا كلّما أثقلها حزنٌ أو حنينٌ أو خذلان، وبَرَد الروح حين تحرقها آلام نوائب الدهر، وطبيبةٌ للنّفس تزيح عنها ثقل الاضطرابات. وهي هدنةٌ للّسان، تمنحه فرصةً لنيل قسطٍ من السّكوت في وكر الصّمت، وتنوب عنه في التّعبير؛ ليتسنّى له تحنيك أقواله بالفصاحة وتهذيب حصائده من جديد. وحين تسقط تنهيدةٌ في قاع غصّة وتجرحها أشواك مرارتها، يكون القلم هو المسعف الوحيد، فيهبط في قلب تلك الغصّة العوراء، ويتحسّسها برفقٍ؛ لئلّا يؤلمها أو تؤلمه، ويعاين كومة الكمد المتحجرشة فيها، ثمّ يسلّ التّنهيدة برفقٍ ويخرج معها إلى سماء الحرّيّة المشيّدة على بياض صفحاتٍ تشرع سطورها في كلّ آنٍ لاستقبال الكلمات. الكتابة يا صديقي هي أمان البوح الهارب من جفاف الكتمان، ومأمن الأفكار العجيبة المتمرّدة من طعنات السّخرية والاستخفاف. ومنحنيات الخطوط المنصاعة لتقوّسات رسم الحروف التي ما هي في جوهرها سوى حضن دافئٍ لانفعالاتنا وتفاعلاتنا مع ما حولنا؛ إذًا، “الكتابة هي بحثٌ دائمٌ عن وطن” بل هي وطنٌ مطمئنٌّ لكلّ هذا الوجود!

عن المؤلف