كل حزن في روحك سيجبره الله

Img 20250122 Wa0021(1)

بقلم: سارة عماد. 

 

في زحمة الحياة، نتقلب بين مشاعر الفرح والحزن، والأوقات التي تشعر فيها أن العالم يثقل كاهلك بدروب مظلمة وكئيبة، كل منا يحمل في داخله كآبة اللحظات الصعبة، تلك المشاعر التي قد تبدو وحيدة كما الغيوم التي تمر في سماء قلبك، تملؤها زخات من الدموع والبؤس، لكن في خبايا هذه الأحزان، يُمكن أن نجد بصيص الأمل، ذلك الأمل الذي ينسج أحد خيوطه من قوتنا الداخلية، وآخر من رحمة الله الواسعة، عندما تتسلل أحزان الحياة إلى روحك، تشعر أحيانًا وكأنها كفيلة بإطفاء توهج حياتك، قد تجد نفسك محاصرًا بأفكار اليأس والأسى، تسحبك في أعماق مغمورة، ولكن تذكر دائمًا، أن الله لا يخفى عليه شيء؛ كل مشاعر الأسى، كل دمعة تم تساقطها، وكل لحظة ضعف مررت بها، إنه يراها ويتحسسها؛ لكل حزن يقبع في زوايا روحك، هناك وعد من الله بأنه سيفك أسرها، صحيح أن الألم قد يثنيك عن السير أحيانًا، لكنه لن يقيدك إلى الأبد، فكما تأتي العواصف، ستشرق الشمس من جديد، وتعود الحياة لتشرق بألوانها الزاهية؛ ففي كل ليلة حالكة، هنالك صبح يحمل في طياته الأمل، يجب علينا أن نعلم أن الأحزان ليست النهاية، بل هي جزء من الرحلة، من خلال الألم، نتعلم الدروس القاسية والجميلة في آن واحد، قد تكون تلك الدروس حجارة تبني بها جدار قوة داخل نفسك، تجعل قلبك أكثر صلابة ومرونة، كل صبر تقاوم به حزنًا قد يتماشى مع وعد الله، الذي لا يخلف الميعاد: “إن مع العسر يسرا”.

إن الله يجبر القلب المكسور، ويعيد بناء الروح المنهارة، قد لا تتحقق أمانيك دائمًا بالطريقة التي تريدها، لكن ثق بأن الله يخطط لك ما هو أفضل؛ فالألم قد يكون طريقًا لتصحيح المسار أو لإعادة تقييم ما يهم حقًا في هذه الحياة، إن اللحظات الصعبة يمكن أن تكون نقاط انطلاق لنفتح أعيننا على نعمه المخبأة، عندما تشعر بأن الحزن قد غلبك، ابحث عن ذرائع الفرح، واعتنق الأمل؛ اجعل من دعائك ملاذًا تعود إليه في كل الأوقات، فهو السلاح الذي لا يخذل؛ ولتكن لديك الثقة بأن الله يُجبر كل حزن في روحك برحمته، يمدك بالقوة لمواجهة ما هو آت، تسامح مع نفسك، امنحها وقتًا لتلتئ، وتذكر كلما شعرت بأن الألم لا ينتهي، أن الله رحيم، وسيكون لك معينًا وحينها سيتبدد ذلك الحزن مع الأيام، ليعود قلبك ليشعر بالسعادة؛ ستجد نفسك في لحظة ما، تشكر الله على تلك الدروس التي تعلمتها من خلال الألم، وكيف أن تلك الأحزان جعلتك أقوى وأعمق.

في النهاية، كل جرح سيُداوى، وكل حزن سيُجبر، وكل روح ستتجدد، فلا تفقد الأمل، وابقَ مؤمنًا بأن كل حزن في روحك سيجبره الله، إنه الوعد الذي تستحقه، وهو رفيقك في كل خطوة على الطريق.

عن المؤلف