10 فبراير، 2025

النسخة الأصلية

Img 20250131 Wa0045

 

_الكاتب والمؤلَّف اليمني: عبدالعزيز عبدالحكيم العبسي 

أنا النسخة الأصلية..

أنا ابن الفكر، ففي كل صباح أبدأ بترتيب خلجات ونبضات مفرداتي؛ لأعيد توهج ذاتي مجددًا، ولأصنع من ذائقتي الفنية خواطر ومقالات بهية وفخمة تجذب القارئ أو القارئة إلى القراءة بتصفية الذهن والأفكار المعتمة في المخيلة.

أبحر في نصوصي الزاهية؛ لأغوص في لجج مفرداتي، وأضع النقطة الأخيرة في السطر الأخير لكل نهاية. فكما تم وصفي بأنه من فرط رونق ثقافتي أصبحت وكأني نجم يلمع في وسط أشخاص قاصرين وقاصرات الفكر، لكن ما زلت أتوهج يومًا بعد يوم؛ لأنير أفكاري.

أرفض أن تصنعني وتشكلني وسائل هدامة؛ لتدمير وتشتيت أفكاري، أو لاختصار شأني. فرغم خذلاني في العديد من المرات، إلا أنني أتغير؛ لأبث لكل من حولي البساطة، والتغيير الإيجابي المفعم بنسمات الفرح، وأنشر كل ما يجول بخاطري؛ لإظهار طيات سماوية تروي رواية جذابة لافتة. نعم، إنه أنا من أشق طريقي إلى السماء بكل حب وثقة وأمل بالله.

فتى الواحد والعشرين من شهر مارس لعام ألفين وأربعة، فكل ثانية من عمري عندما أبدأ بالتنفس والتفكير والتأمل يظهر لي بأنني جميل جدًا بطريقة مختلفة واعية لا خيالية. فأنا دائمًا أسعد نفسي بنفسي، ولا أنتظر من أحد شيء ولو كان بسيطًا. أرفض مبدأ التنازلات لأشخاص معكرين الصفو والمزاج، غامض جدًا للحد الذي لا تستطيع تخيله؛ فأنا لا أظهر للعالم الذي حولي أو العالم الإلكتروني نقاط ضعفي وقوتي، بل أجعل كل هذه النقاط بداية تجاوز.

أرفض الرتابة والإزعاج، لا أتدخل في أشياء لا تخصني، أبتعد عن كل ما يعكر ذهني؛ لأنجو من شر الحقد الذي سيسكنني فيما بعد. فأنا هو الذي لم تجلبني في يوم من الأيام المظاهر المزيفة لدى البعض؛ بل تجذبني المظاهر البسيطة والعفوية والهادئة. فهنا أجد رونقًا فريدًا وخاصًا في الحديث مع هؤلاء البشر؛ لأنهم بسيطون وراضون بكل ما يحدث لهم، ويعيشون حياتهم وكأنهم شرائح تحت عدسة مجهر. لا يقارنون أنفسهم بأحد، ولا يعاتبون أحدًا؛ لعدم تجاهلهم، بل يمضون ويصنعون يومهم بأبسط وأرق الأشياء لديهم.

عن المؤلف