الطاهر عبد المحسن
توقَّفَ الوقتُ لحظةَ نظرتُ إليها، كأنَّ الكونَ انحنى ليمنحَها المجالَ لتعيدَ ترتيبَ الفوضى بداخلي، وكأنَّ الزمنَ تراجع خطوةً للوراء احترامًا لهيبتها.
في عينيها مدائنُ من حُلم، أبوابٌ مشرّعة على دهشةٍ لم أعهدها، مرايا تعكسُ وجهي كما لم أرَهُ من قبل، وصدى يردّد صوتًا لا أدري إن كان صوتها أم صدى نبضي.
غيمٌ يأخذني حيثُ لا أعرفُ العودة، حيث لا بدايةَ ولا نهاية، حيث لا فرق بيني وبينها، فقط تيهٌ لذيذٌ في مجرَّاتِها.
هل كانت تُحدِّثني، أم أنني سمعتُ قلبي يجيبُها دون وعي؟
في حضورها، يضيعُ المعنى، وتصبحُ اللغةُ عبئًا، والصمتُ حديثًا مكتملًا.
تقدَّمتُ خطوةً، أم تراها جذبتني دون أن أشعر؟
لا أدري… كلُّ ما أعلمهُ أنني، منذ تلك اللحظة، لم أعد أنا، بل أصبحتُ شيئًا آخر، شيئًا يسبحُ في مدارِها الأبدي.
المزيد من الأخبار
حين تهمس الذكريات
حلم لم يكتمل
القول والفعل: التباين بين ما يُقال وما يُفعل