كتبت جيهان أُسامة
كانت هذه آخر كلمات تمتم بها، وسمعتها أُذني…
حزنت روحي، و أحسست حينها مع كل خطوةٍ تخطو بها قدماه كأنه يسير على قلبي فينكسر مع كل واحدة منها.
هان قلبي بسهولة كما هنت أنا.
لقد كان إفلات يداي سهل للغاية
أخبرني أنني لا أستحق المحاولة
ولا السعي، ولا التعب للوصول إلىّ
وأنه لطالما أنا بهذا السوء سأظل وحدي
و أسير في تلك الطرق الشائكة بلا صديق
وأضاف ستتخطين أسوء المواقف، وأبشعها وحدك بلا سند
لقد تركني أقف على حالي أجاور صدماتي، خيبتي، أعتصر ألم قلبي.
حتى وإن إزدادت العيوب أذا أحبك شخص لن يستطيع تركك مهما حدث.
هل كان تركي سهلاً لهذا الدرجة؟
أم أن الحق على غبائي وقد كان كل شئ أكثر وضوحاً مما أظن ومما أرى؟
ظللت صامتة، بل بلا حراك بعد مرور سنوات عديدة ما زلت أقف هناك عند تلك الكلمات التي نطقها أحدهم بلا رأفة.
تراودني بعض الأسئلة
بعد قولك لها هل شعرت بالفوز؟
هل تظهر إبتسامة على ثغرك عند تذكر اللحظة؟
وأنت تعيش لحظاتك الجميلة وحياتك مع إحداهن لم تكترث يوماً لما فعلت بي؟
وعندما خانتك إحداهن لم تتذكر ما أحدثت من ضجة بداخلي؟
لا أظن أن لك قلب لهذه الدرجة لتشعر بمن حولك!
لتشعر بما أصابهم من حزن من كلمات لاذعة أخرجها فمك بلا إدارك لعواقبها!
لا أعلم م أقول أأخبرك بعدم مسامحتي لك!
أم أنني سامحتك لكنني لم أستطع النسيان!
ما زلت لا أدري بعد مرور كل تلك السنوات أنا كما أخبرتني ساذجة، غبية لم أستطع تخطي تلك اللحظات إن كانت حُلوة، أو لم تكن كذلك؛ فأنا أختلف عنك أحببتها بصدق بسيئاتها.
لم أكن حمقاء لكن قلبي أُصيب بقصر النظر.
تبعتني دقات ذاك المتيم بك سيرنا سوياً على ضفاف بحر الأشواق، وإنحدرنا مع الموج نتوه في الحيرة تارةً نلهو معها محاولين إسترداد ما سُلب منا، وعند أخرى نتوقف للبكاء.
لسنا ملزمين بالتقاضي؛ لكننا نحاول إدراك ما تبقى من العمر لنعيش سعداء نتسابق مع غياهب الحياة عسى أن نصل لمبتغانا، لما تسعى اليه أرواحنا، لما رسمناها في مخيلتنا وطالما عيشناه في الخيال.
تذكر هذا سأعود كما وعدتك، كما كنت في السابق بل أفضل مما أريتني في مرآة عيناك أنني أقبح مما أرى في مرآة منزلي قبل خروجي.
سأنجح في عملي لا شك، سأرمم شتات ذاتي التي أفسدتها.
سأتمسك بي، سأكتفي بنفسي، سأغمرني بالحب، سأزرع زهرة الثقة مجددًا تلك التي ذبلت وفقدت الإهتمام سأعيدها لسابق عهدها.
ستبقى أنت حزين بلا مأوى، ستتأتي لتُعيدني، أو فلنقل لتعتذر لأن الحياة ستنتقم منك في أقرباء قلبك؛ لكنك لن تجدني في المكتب عند سؤال السكرتارية خاصتي فتجيبك أن طائرتي ستحلق عند السادسة والنصف مساءاً لحضور “Meeting ” بالغ الأهمية …
وأعلم أنك لن تقبل الإستسلام بسهولة فتأخذ هاتفك لتتصل بي!
أما عني سأبتسم إبتسامة سُخرية وأجيب على الإتصال ببرود “مرحباً أنا على وشك ركوب الطائرة ليس لدي وقت كافي لمحادثك” سأغلق هاتفي بلا إعتذار، بلا وداع!
دقة قديمة
المزيد من الأخبار
وجع الانتظار ومتاهة الاختيار
الألم
الورقة