حب منذ الولادة (٤)

Img 20250127 Wa0033

 كتبت منال ربيعي

 

مرّت أيام بعد اعتراف مروان، وصمتت مروة حينها، لكن كلماته بقيت تتردد في عقلها، وفي قلبها الذي لم يستطع إنكار صدق مشاعره.

 

قررت أن تكتب له رسالة، لكنها لم تجد الكلمات المناسبة، فكرت: هل أعبّر له عن حبي؟ أم أترك الأمور للقدر؟

 

في تلك اللحظات، وصلتها رسالة من مروان:

(مروان): “أختاه، أريد أن أراكِ قبل سفري الأخير. هناك أمور يجب أن أقولها وجهًا لوجه.”

 

ارتبكت مروة، لكن شيئًا بداخلها دفعها للموافقة. اتفقا على اللقاء في مكانهما المعتاد قرب النهر، حيث كانت تلتقيان دائمًا لتبادل الكتب والحديث عن الأحلام.

 

حين وصلت، وجدته واقفًا ينتظرها. بدا عليه القلق والتردد، لكنها شعرت بأن لديه شيئًا مهمًا ليقوله. جلسا معًا، وصمتت الطبيعة من حولهما وكأنها تترقب حديثهما.

 

(مروان): “مروة، كنت أخشى أن أفسد علاقتنا بهذا الاعتراف. لكني لا أستطيع أن أكتم مشاعري أكثر. أحببتكِ منذ البداية، منذ كنا طفلين نركض في الأزقة. كنتِ دائمًا أماني وملجئي. وأريدكِ أن تكوني شريكة حياتي، إن كنتِ تشعرين بالمثل.”

 

شعرت مروة بدموع تترقرق في عينيها. لم تكن تعلم كيف تعبّر عما بداخلها، لكنها جمعت شجاعتها وأجابت بصوت خافت:

(مروة): “مروان، لقدكنت دائمًا في قلبي. دعائي كان دائمًا لك، وخوفي كان دائمًا عليك. أحببتك دون أن أدرك متى وكيف. نعم، أريد أن أكون بجانبك.”

 

ابتسم مروان، وكان لتلك الابتسامة أثر عميق في قلبها. أمسك بيديها وقال:

(مروان): “لن أترككِ أبدًا. لن تكوني وحدك بعد الآن.”

 

في تلك اللحظة، شعرت مروة بأن كل القلق والمخاوف التي كانت تعيشها قد تلاشت. اتفقا على أن يعود مروان من رحلته ليبدأا معًا حياة جديدة مليئة بالحب والدعم.

 

ومع مغيب الشمس في ذلك اليوم، كانت القلوب قد التقت، والوعود قد قُطعت على نهر الأمل.

 

… النهاية.

عن المؤلف