كتبت: هاجر حسن
وقفت على خشبة المسرح، كنجم يتوسط سماء حالكة، يشع نورًا. دُعيت لإلقاء كلمة، فأمسكت بالميكروفون وقلت:
” لن أقدم لكم خطابًا رسميًا، بل سأحكي لكم قصة قصيرة.
تابعت: ” كانت هناك فتاة عاشت للعطاء حتى نسيت نفسها. كانت شمسًا تشرق على قلوب الجميع، ونهرًا يفيض خيرًا. تفوقت في دراستها، ولكن استجابة لرغبة زوجها، ابتعدت عن الطب لتكون أمًا وترعى أبناءها. ويا له من أمر جليل أن تهتم المرأة ببيتها، فهي أساس استقرار العائلة.
كانت والدتها دائمًا تحذرها: ‘لا تحرق نفسك لأي أحد، فالشمس أحرقت نفسها لكن الجميع ينظر للقمر’.
لم تدرك فحوى هذه الكلمات، حتى جاء اليوم الذي شعرت فيه بألم عميق. حين جلس أبنائها مع أبيهم يتحاورون، وحاولت مشاركتهم الحديث، لم يعيروها اهتمامًا. شعرت وكأن شيئًا بداخلها قد تحطم.
شعرت أنَّها شمس وشمعة أفنت نفسها لتنير غيرها، فنسيت نفسها في ظلام دامس.
قررت العودة إلى عملها، بدأت في حفظ القرآن، وأخذت بالغوص في الكتب، قرأت مقولة سلمان الفارسي: ” “إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ”.
واليوم، ها هي هنا أمامكم، تحصل على تكريم لإجراء عملية نادرة. أختم قولي: ” أعط من حولك، لكن أنر ذاتك أولًا.”
” الأمومة مقدسة، لكن لا تغفلين عن الطفلة التي بداخلك، فهي جزء منك.”
المزيد من الأخبار
إلى فيروز نهاد حداد
الوقت لا يشفي الجراح
الاختلاف والتغيرات