آلاء محمود عبد الفتاح
لكل منا أسرار مختبئة بداخلنا، ولا نستطيع البوح بها، لعلمنا أن لا يتفهمها أحد، أو تصبح مسرح للسخرية فنبقيها بداخلنا، فالنفس وحدها من تتفهم، وتعرف ماذا تريد.
نبدأ ببطلة قصتنا جنى: 21 سنة، فهي الأخت الأكبر فى المنزل، بنت متوسطة الجمال بعيون سودة، جذابة، ذات بشرة بيضاء، تحب اللون الزهري، وترتدية في معظم لبسها، وتعشق القهوة، وتحب الشيكولاه، والورود، و روحها تجذب أى حد يتكلم معاها،تدرس فى كلية الآداب قسم لغة عربية، تقيم فى محافظة الشرقية، جنى من صغرها أنطوائية، وخجولة، وحتى الآن على حسب كلامها، لن تكون صحاب حققين، تحب الكتابة جداً، وتسمع الشعر، و تحلم بأن تصبح صحفية، حاولت أن تصبح للكل السند، والصحبة، ونسيت أن تكون صحبة ينفعونها فى أيامها، جنى مرت بأشياء كثيرة فى حياتها صعبة مثل أى إنسان لديه مشاكل، وتبدأ بفقدانها لجدتها التى كانت تعني ليها كل شيء جميل فى الحياة، وكانت لها الصحبة، والأم، وكانت متعلقة بها، فهى حتى الآن لن تصدق أنها توفت، على الرغم من مرور سنين، دخلت جنى فى حالة من اليأس، والأكتئاب، وكانت تكره حياتها، حتى بدأت أن تعافر فى تحقيق حلمها، ومستقبلها، عندما تذكرت أن جدتها وصتها بذلك، وهذا ما صبرها حىى الآن، ولكن لن تنسى جدتها، وتدعو لها فى كل صلاة، على الرغم أنها لم تكن مواظبة على الصلاة، لكن عندما لاحظت إن أقرب الناس إليها، وأنها لم تتخيل أنهم يرحلوا، ورحلوا بالفعل، وأم لم يوجد شيء بتدوم، وإن الموت يأتي في ثواني، بدون أى ترتيب، بدأت فى الصلاة، وتحاول جاهدة أن تلتزم، وتثبت على هذا، جنى تحب أهلها كثيرًا، وتخاف عليهم، ولن تبين ما مدى مشاعرها؛ بسبب خجولها، وهم يعتقدون العكس، وهذا خارج إرادتها، زان تبكي أمام أى أحد، وكتومة جداً، لكنها حنونة، وطيبة، جنى تحتاج أن أحد يدعمها نفسيًا؛ كي تستمر فى مشوارها، وتحقق حلمها أكتر.
نذهب للوالد؛ الحج محمود: هو إنسان طيب كثيرًا، ومحترم، والجيران يشهدوا بذلك، يعمل مدرس فى احدى المدارس الحكومية، ويحاول أن يوفر لجنى، وإخواتها مصاريف المنزل على قدر المستطاع، أم جنى؛ الحجة إيمان: فهي ربة منزل تحب جنى كثيرًا، وتخاف عليها مثل الحج محمود بالضبط.
أما باقي إخواتها؛ جنى لديها أخ يسمى مجدى: هو ولد وسيم، عينه سودتان، وذات بشرة بيضاء، ويبلغ من العمر 14 سنة، وأخت تسمى ساندى: جميلة جدًا، عيونها زرقاء، وشعرها أصفر، مختلفة عن جنى، ومجدى تشبه ولدتها، وتبلغ من العمر 18 سنة.
وأما شهد: فهي أقرب صاحبة لجنى، عيونها عسلي، وشعرها بني، ملامحها بريئة، وهادئة، متوسطة الجمال.
ثم ندخل على بطل قصتنا
أحمد: وسيم ذات عيون سوداء، كحيلة، وبشرة بيضاء، ويبلغ من العمر 23 عام، تخرج من كلية الإعلام، ويعمل صحفي في أحدى الجرائد، لديه أخ واحد، يسمى جمال لديه 30 سنة، يعمل مدير في إحدي الشركات، والوالد الحج محمد: يعمل مدرس لغه إنجليزية في إحدي المدارس الحكومية، والوالدة الحجة عفاف، ربة منزل، وتحب أحمد كثيرًا؛ لأنه أصغر أولادها.
جت حفلة تخرج جنى وراحت والدتها عشان تصحيها،جنى معروف عنها إنها بتنام كتير.
– الحجة إيمان “ماما جنى”: يلا يا جنى أصحى، انجزي بقا على طول متأخره في كل حاجه حتى في حفلة تخرجك.
– جنى: حاضر يا ماما قايمة أهوه، وبلاش أسطوانة كل يوم دى الله يكرمك.
– الحج محمود”بابا جنى”: صباح الخير ي جنون.
– جنى: صباح النور يابابا، أيوه بقا هي دى الناس الصح.
– الحجة إيمان: لمضة طول عمرك.
راحت جنى للحفلة وقابلت صحابها، وبدأت الحفلة وكانت جميلة أوي وأستمتعوا كلهم بيها، وكان معاها صاحبتها شهد أقرب حد ليها.
– جنى: كان نفسي أهلي يجوا معايا بس كل واحد مشغول في الي بيعملة، وكمان تاتا كان نفسي تبقا معايا أوى وهي كانت نفسها تشوفنى وانا بتخرج.
– شهد”صاحبة جني”: يا جنى ماتقوليش كده والله هما طيبين جداً بس أكيد غصبن عنهم،وكانو نفسهم يجوا وفرحانين بيكى كمان، وجدتك ربنا يرحمها هي أكيد في مكان أحسن وحاسه بيكي وفرحنالك.
– جنى: ماشى يا ستي والله أنتي إلي بتهونى عليا كل حاجه.
– شهد: ها ها ها عشان تعرفي بس قيمتي.
– جنى: مغرورة أنتِ.
– شهد: وبعدين أنتي جاية تقلبي المواجع وتفتكري أحزانك كلها دلوقتي، يلا أفرحي يا بت اللحظة دي ما تتعوضش.
– جنى: حاضر يا ستو أنا.
نروح لأحمد بطل قصتنا وهو إلي كان فوتوغرافر حفلة التخرج.
– شهد: بت يا جنى بصي الواد الحليوة دة إلى بيصور.
– جنى: يا شيخة أتنيلي انتِ اى، وبعدين ولا حلو ولا نيلة.
– شهد: يخربيتك انتي اتعميتي الواد قمر.
جنى: اسكتي يانيلة انتِ.
– شهد: يا ختااي الولا شافنا وبيبص علينا، أعمل نفسك ميت.
– جنى: مانتى يامصيبة إلى عمالة تشاوري عليه اتخرسى بقا.
– شهد: اهو والله خلاص هسكت.
– جنى: وبعدين ملناش حاجه عند حد فاهمة، وفي داهية الناس، هو أحنا عملنا حاجه.
– شهد: أومال لا لا طبعاً إحنا ملاك يابنتي.
جنى وشهد قاعدو يضحكو، وفجأة لاقو أحمد داخل عليهم.
– شهد: بت ياجنى ده داخل علينا شاكله سمعنا ولا أيه، روحنا في داهية يا لمبي.
– أحمد: مساء الخير.
– جنى: مساء النور، في حاجه حضرتك.
– أحمد: لا مفيش بس لاقيتكو واقفين كده مش بتتصورو ذي الباقى، فقولت أجى أنا أصوركو بما اني فوتوغرافر الحفلة وكده.
– شهد: اه اه تمام يلا.
جنى قاطعتها فى الكلام.
– جنى: لا شاكرين لأفضالك والله، بس إحنا مش عايزين نتصور.
– أحمد في نفسه: اى البت اللمضة، وقلة ذوقها دى أنا غلطان يعنى.
– أحمد: بإحراج لا لا مفيش حاجه براحتكم طبعاً.
جنى: يلا يا شهد.
– أحمد:البت دى عجبتني وعجبني تفكرها والله ما أعتأها إلا إما أعرف عنها كل حاجه.
أحمد كلم الشئون وحب يعرف هي مين وكلية أي وعنونها وكل حاجه حرفياً بما إن أحمد عندو علاقات هناك في الجامعه ولسه متخرج.
– الشؤون: تمام يا أستاذ أحمد ساعتين بالظبط وتعرف كل حاجه بالظبط.
جنى عمالة تفكر في الشخص ده كتير وهي كمان مروحه مش عارفه ليه؟
– جنى في نفسها: أى الهبل ده أنا عمالة أفكر فيه كده ليه، لا طبعاً عادي بتحصل في أحسن العائلات.
– أحمد في نفسه: أي البت دي بجد شقلبت كياني كده ليه وعمال أفكر فيها أى ده هى شكلها غمزت ولا أيه نهار أبيض عليا، وبعدين أنا مدوخ نفسي ليه، كلها ساعتين وأعرف عنها كل حاجه وأنا قاعد وحاطط رجل علي رجل.
– جنى في نفسها: لا كده كتير بقا والله لاقول لشهد.
جنى راحت تكلم شهد في الفون تحكيلها إنها بتفكر فيه كتير ومش بيفارق تفكيرها والحوار كما يلي.
– جنى: الووو.
– شهد: ايوا يا جنى في حاجه.
– جنى: الواد الي كان بيصور في الحفلة ده مش راضي يطلع من تفكيري و….
– شهد: يا بت شكلها غمزت.
– جنى: يا شيخه أتنيلى، بس أقولك أنا أعجبت بيه ودخل دماغي.
– شهد: الله أكبر اى ده يابنتي أخيراً يا كرم الله، وربنا يتمم علي خير.
– جنى: بت انتي اتجننتي هو انا قولتلك هنتجوز نهارك أبيض هتلبسيلي مصيبة علي الفاضي الااه.
– شهد: وأنا مالي يالمبي والله مالي دعوة.
– جنى: طيب ياختى سلام.
نروح عند بطل حكايتنا أحمد ونشوف عمل أى في موضوع جنى؟
– الشؤون: الو أستاذ أحمد
– أحمد: الو عملت اى عرفت حاجه عنها.
– الشؤون: حاجه واحدة بس لا حجات كتير.
– أحمد: طب أنجز يلا قول.
الراجل بتاع الشؤون حكى كل حاجه تخص جنى من أول اسمها وعيلتها لحد ساكنة فين؟
– أحمد: حلو أووى تسلم يا بو الصحاب نرضهالك في الأفراح.
– جمال”أخو أحمد” : أى يا عم أحمد الي واخد عقلك بس.
– أحمد: اى لا مفيش! ، ولا أقولك بص….
وحكي أحمد كل حاجه لجمال أخوه إلي مكنش بيخبي عنه حاجه خالص.
– جمال: اممم، يعنى نقدر نقول حبيت من أول كسفه هقهقهقهق.
– أحمد: ولااا بقولك أى انت مستفز أخفى من وشي، أنا غلطان أصلاً أني قولتلك حاجه.
– جمال: لا والله خلاص، انا معاك بتفكر تعمل أى؟
– أحمد: نفسي أشوفها أوى، تصدق ياض وحشتني، أنا مش عارف اى الي جرالي بجد كياني أتشقلب.
– جمال: اه ياني الي يشوفك دلوقتي ما يشوفكش وأنت رافض فكرة الأرتباط والحجات دي خالص، سبحانه، ها ي عم أحمد قررت تعمل أي؟
– أحمد: أنا هكلم باباها وهتقدملها.
– جمال: آه يا مجنون بالسرعه دي اهدي شوية.
– أحمد: لا خلاص أنا خدت القرار وقررت إني هكمل نص ديني.
نروح لجنى في بيتها، جنى طبعها بتحب الرسم، جنى وهي قاعدة في أمان الله بترسم فجأه لاقت نفسها رسمت أحمد، جنى أتفزعت واستغربت.
– جنى: نهار ابيض عليا النهارده أنا هببت أية؟ رسمت الواد ده ليه وأزاي؟ يخرابي عليا طلعلي حتي في رسمي،اي بختي الاسود ده؟
أحمد اتصل علي الحج محمود وطلب انه يجي هو وأهله ويتقدمو وبرضو يتعرفو على بعض أكتر، واتفقو على يوم الخميس.
– الحج محمود: يا حجة إيمان
– الحجة إيمان: نعم ياحج!
– الحج محمود: في عريس جاي لبنتك وشكله محترم وابن ناس.
– الحجة إيمان: بجد يا حج لولولولولولولي
– جنى: أى دة في أى عندنا فرح وأنا معرفش.
– الحجة إيمان اه ي حبيبتي فرحك.
– جنى: بإستغراب نعم!
– الحجة إيمان: جيلك عريس
– جنى: طب انا مش موافقة
الحجة إيمان: يا بت بطلى لماضه واقعدي معاه وشوفي الدنيا اي واتعرفي عليه حتى، وإن شاءلله هيحصل قبول وكل حاجه هتبقى بخير.
يتبع….
ك/ آلاء محمود عبد الفتاح
المزيد من الأخبار
سموم سوء الظن
أميرة الماضي الأسود
أذْكُر أنني نمت بعد انهيارٍ مُفزع فاستيقظت شخصًا لا أعرفه