9 فبراير، 2025

إنتماءٌ صادق

Img 20250112 Wa0085

كتبت جيهان أُسامة 

 

 

أحببتك بطريقة تمنيت أن يحبني بها أحد… 

        “محمود درويش”

 

 

خُذلان، ألم يعتصر قلبي تخيل أن تكون النهاية بأن تأتيك رسالة في هاتفك، و يكون محتواها:

“أحببتك بطريقة تمنيت أن يحبني بها أحد…” 

كم كان شخصاً رائع! 

حتى وداعه لك بإقتباس من كاتب تحبه! 

حتى عند وداعه أراد إخبارك أنه يحبك حقاً، ولم تكن تكترث لوجوده. 

 

____________

 

وعندما عاودك الحنين، وعُدت بعد سنوات وإلتقيت به وجدته كما هو لم يتغير شئ، يرتاد ذات الأماكن، ويحتسي القهوة، حتى الملامح كما هي، و لمعان عيناه عند رؤيتك يجعلك تتساءل… 

لم يستطع نسيان ما حدث؟! 

هل كان ذاك الجُرح بهذا العمق؟! 

هل أحب بصدق للحد الذي جعلهُ في حال يُرثى له؟! 

هل يُعقل أن أكون بتلك القسوة فلم أرى شخصاً أحبني بصدق! 

 

 

ستقترب منه، ستصافحه لكن لن أعدك بإن يعاملك كما توقعت، أو سيغازلك بحديثه كما كان يفعل سابقاً. 

 

سترى عيناه يكسوها المعان، سترتجف يداه عند مصافحتك، حتى قلبه كلما إقتربت تكاد تسمع تسارع نبضاته؛لكنني لن أعدك أيضاً بإختلاف ردود فعله؛ لأن الخدش هذه المرة أصاب قلبه. 

 

حتى لو أخبرته أنك آسف، ولو أخبرته أنك أحببته، أو فلنعد معاً، أو دعنا نبدأ من جديد! 

حتى لو بدأ الحديث ب”أنا…. ما إسمك أنت؟” لن يُجدي نفعاً كل هذا! 

 

ستخذلك قواك تتمنى لو أنك قادراً على الركض، أما رأسك فأصابه الدوار، أما عقلك ظل يعاتب قلبك على فعلته حتى وصلت إلى محطة القطار. 

 

عندما توقف القِطار وهم الرُكاب بالسير نحوه سمعت صوت رنين هاتفها أخذته فوجدت رسالة وعندما قرأتها كان محتواها 

 

“لم  أحبك كشخصٍ فقط، بل كوطن لا أريد الانتماء لغيره…” 

           “نزار قباني”

لكاتب آخر لطالما أحببته، وكأنه أراد أن يجيبك عما تساءلت عنهُ! 

لكن لا تنسى قراءة ما تبقى من الرسالة:

“لم أنسى؛ لكنني لم أعد أنتظر تبادُل شئ” 

 

على عتبة النهاية 

 

” أردت إخبارك إن كنت تحمل في قلبك شعوراً صادقاً لا تحزن حتى وإن لم يبادلك الآخرين ذات المشاعر، فالصادق يُعطي حتى وإن لم يجد من يُقدره، أو يأبه لمروره، أو يُثني على ما يُقدم”

 

جاهَنا

عن المؤلف