بقلم: حياه أحمد
الوقت أقوى مما نتخيل، فهو كفيل بأن يُميت الأحلام في صدورنا أو يخيب آمالنا في الأشياء التي طالما انتظرناها. الانتظار أحيانًا ليس سوى خيبة مؤجلة، وساعاتٍ من القلق الذي يأكل أرواحنا ببطء، حتى لا يتبقى منا سوى بقايا ذكريات ونسخة باهتة من ذواتنا.
الوقت يحمل في طياته قدرة عظيمة على تغيير ما بداخلنا، فهو يطفئ حبًا اشتعل يومًا، أو يوقظ كراهية لم تكن موجودة. إنه يمحو المشاعر كما تمحو الرياح آثار الأقدام على الرمال، ليتركنا نتساءل: هل كان الانتظار يستحق؟
الانتظار نار تأكل صاحبها، تُنهكه ببطء، وتجرّده من أمله وقوته. ومع كل لحظة تمر، يتضاءل الشغف الذي كان يدفعنا نحو تحقيق أحلامنا، وتزداد المسافة بين ما نحن عليه وما نريد أن نكونه.
لهذا، لا تمنح أحدًا أكثر من حقه، ولا تضع قلبك في يد من لا يقدّر انتظارك. فالخذلان قاسٍ، والوقت لا يعود أبدًا ليصلح ما أفسده الانتظار. اختر نفسك دائمًا، ولا تسمح لأحد بأن يستهلكك بلا رحمة، لأنك تستحق أن تعيش بسلام، بعيدًا عن نيران الترقب التي تحرق كل جميل فيك.
ختامًا، علّمنا الزمن أن الأقدار تحمل دائمًا ما هو خير لنا، فاجعل ثقتك بالله وحده، وكن على يقين أن الانتظار الذي يتركك محطمًا لم يكن سوى درسًا لتتعلم أن تمنح قلبك لمن يستحقه حقًا.
عن المؤلف
المزيد من الأخبار
ماذا علمك زلزال 2025؟
لا تعجز
مزيج