غُرفة الخَوف

Img 20250108 Wa0157

 

سُندس خالد حمّامي 

 

تجلسُ العائلة كلِّ يوم خَميس داخل ساحَة المَنزل مع الأطفال والكِبار لأنّهُ يوم العُطلة مستمتعين مع العائلة، كانَ منزلاً على شكلٍ دائريّ وفسحةٍ الوَسط مكونًا من طابقين وغرفٍ كثيرة وممرٍ يؤدّي إلى خارج المَنزل، كانَت “ريهام” في كلِّ يومِ جُمعَة تنظِّف غُرفتِها وتفتح نافذتها وتغلقها في المَساء، كانتْ نافذتها تُطلُّ على أرضٍ صغيرة فيها أشجار طويلَة وبئر صغير، في هذهِ اللَّيلة لم تُغلق “ريهام” نافذتها رأت ضوءاً يأتي من بينِ الأشجار ويعكس ضوئها على سقفِ غرفتهَا، انتفضَتْ ونظرَت إلى النَّافذة فاختفى الضَّوء ولم تسمَع أيّ صوت، أغلقَت النافذة والسّتارة وعادت إلى سريرها، جلست تفكّر كا هذا الضَّوء ومن أينَ أتى، لا أحد يستطيع الخُروج إلى هذهِ الأرض إلّا جدّي غداً سوف أسأله إن كانَ هو لأنام الآن؛

في الصباح استيقظت “ريهام” وأخذت حمّامًا دافئاً وارتدت معطفها السَّماويّ وخرجَت، أُمّي سوفَ اذهَب للجامعة أتريدين مني شيئًا؟

-لا يا حبيبتي بالتوفيق، انتبهِ إلى نفسكِ، لم تتناولي شيئاً

-حسناً يا أمّي إلى اللّقاء، سوفَ أتناوَل الطّعام في الخَارج

خرجَت لتشتَري القَليل من الفطائر من والد صديقتها، أخذَت البَعض وذهبت إلى جامعتها، وصلَت قبل وقتٍ قليلٍ من محاضراتها، فجلسَت على مقعدٍ خشبيٍّ في ساحة الجَامعة، تحتَ ضوءِ الشَّمسِ الخافت ونسائم الهواء العَليلة، وهي تأكل الفطائر نظرَت إلى خيالِ الأشجار على الأرض فتذكَّرت ما حصلَ معها في الأمس، انتهَت من طعامها وحضرَت محاضرتها وعندَ عودتها إلى المنزل نادت لوالدتها؛

-أمّي أنا عُدت، لم أرى جدّي أينَ هو؟

-أهلاً حبيبتي، جدّكِ ذهبَ إلى عملهِ منذ الصَّباح

-ومتى يأتي؟

-في المساء ترينَهُ هُنا يا حبيبتي

-حسناً

في المساء:

جدّي، جدّي، كيفَ حالكَ أريدُ أن أسألكَ عن البارحة

-ماذا كانَ الباحة يا جميلتي؟

-رأيتُ أحداً يشعلُ الأضواء أمامَ غرفتي ولم أعلم من يكون

-لا أحد يدخل إلى هُنا، إلّا أنا ولم أدخل منذ فترة ليسَت بقليلة

-ومن أينَ أتى الضوء إلى غرفتي؟

-لا أعلم يا عزيزتي، لا تخافي لا أحد يستطيع التقرب منكِ

-حسناً يا جدّي

صعَدت إلى غرفتها وغلبها النُّعاس، تلحَّفت بغطائِها وأخذت قسطًا من الراحةِ وبعدَ نومها العَميق سمعَت صوتَ نافذتها تنفتح، فتحَت عينيها وأدارت وجهها بخوفٍ إلى النافذةِ لم ترى سوى الهَواء يحرّك الستارة بقوة والبرق يكاد أن يخطف أنظارها، ولا أضواء في غرفتها ولا حتّى المَنزل سوى ضوء البَرق وصوتِ الرَّعد الّذي يرعش جسدها، وهي تنظر إلى النافذة رأت خيالاً عليها رجلً طويل القامة مع صوتًا قويًّا يدوي في أذنها، غطّت رأسها وهي تبكي وترتجف فشعرتْ بأحدهم جلسَ على سريرها تحتَ قدميها، وهي لا تنطق ببنتِ شفة لإلّا أنها تشهق دونَ صوتٍ حتّى لا يسمعها، شعرَت وكأنَّ غطاءها ينسحب عن رأسها، صرخَت صوتًا رجَّ جدران المَنزل لكن لا أحد يسمعها، حتّى انها فتحت عينيها فلم ترى أحد، ركضَت لتفتح باب غرفتها فكانَ مُقفَلاً، جلست خلفهُ تبكي وشعورها أنَّ احداً يجلسُ قرابتها نظرَت فرأت كلَّ شيءٍ يهتزُّ مِن حولها ولا أحدٍ يقاربها، لملَمَت خوفَها ووقفَت على النّافذة وإذ بيدٍ تمتدُّ إليها أمسكَت بها لترى مَن فأخذها للأسفل حيثُ كانَت هذه نهايتها.

الانتحار

عن المؤلف

Exit mobile version

Please allow ads on our site

Looks like you're using an ad blocker. Please support us by disabling these ad blocker.