9 فبراير، 2025

لا تظلموا أنفسكم وأنصروها

Img 20250103 Wa0037

كتبت: زينب إبراهيم 

 

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أعوذ باللّٰه من الشيطان الرجيم ” (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)(لتوبة:36). 

في ذلك الشهر الحرام أمرنا ربنا عن وجل ألا نجور على حق ذاتنا ولا نتسبب في هلاكها؛ لذلك لا تبصر ما يغضب الرحمن، لا تستعمل أذانك في سماع ما حرمه العزيز الجبار، لا تخطو بقدماك خطوة واحدة تجاه ما يعود بالهلاك عليك؛ لأن في تلك الأيام المباركة تضاعف الحسنات فيها، فقال ابن عباس: “اختص اللّٰه أربعة أشهر جعلهن حرامًا، وعظم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم وجعل العمل الصالح والأجر أعظم”.

وقال قتادة: “إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرًا منه في سواها”.

اغتنم تلك الفرصة الذهبية ولا تضيعها من يديك كن دائمًا في سبيل الفلاح سائرًا ولا تخضع لأهواء نفسك مهما حدث؛ حتى لا تخسر الأجر والثواب العظيم في شهر رجب المبارك، فهو يعلمك أن شهر الخير قد اقترب لتدرب ذاتك من الآن على صيام الجوارح قبل صيام المعدة والملسن عن الغيبة وما يحرمه اللّٰه من فتن الدنيا التي نهوى فيها دون قصد أو بإرادتنا؛ أما الآن عليك أن تراعي اللّٰه في ذاتك، لا تجور عليها، لا تحملها ما لا طاقة لها، لا تفكر في الآثام بقدر ما عليك أن تشغل ذهنك بذكر الغفار وطلب العون منه على طاعته، لا تقل كلمات هينة وهي بميزانك ثقيلة وتعاقب على كل حرف ينبثق من فمك؛ فأنصر المسلمين في كل بقاع الأرض ونفسك على الشيطان الرجيم الذي يسول لك فعل المعاصي والذنوب، حتى أنه يرشدك إلى طريق الانحدار بالهاوية ويتركك بعدها لا شأن له بك؛ فإن جئت لتسأله لماذا؟ 

لن يجدي نفعًا لك أو لغيرك، فهو عليه أن يوسوس فحسب؛ أما ذوي الإيمان الضعيف يخضعون لأهوائهم بيسر متغافلين عن نتيجة تلك الاختيارات الخاطئة، لكن لا تقلق لكل معضلة نراها في سبيلنا حل بإذن اللّٰه كلما هم بالوسوسة إليك أسلك سبيل ربك بعزم وإصرار على التوبة والأوبة إلى الغفور الرحيم.

عن المؤلف