بدايةٌ أخرى.. أم نهاية أخيرة؟

Img 20250101 Wa0003

 

 

كتبت: خولة الأسدي

 

أتعرفينَ ما الأكثرَ صعوبةً من عودتي للكتابةِ لكِ مجددًا؟

هيَ حيرتي في اختيارِ بدايةٍ لرسالتي التي طالَ تأجيلُها، وتشجعتُ أخيرًا على البدءِ بكتابتها، وأنا أؤمِّلُ أن يكونَ لنا بدايةٌ أخرى معَ العامِ الجديدِ. بدايةٌ أتمنى أن تحاولي معي أن نجعلَها مميزةً ومختلفةً، ونتجنبَ فيها كلَّ الأخطاءِ التي وقعنا فيها سابقًا عن غيرِ قصدٍ.

 

أعلمُ أنَّكِ ربما تتساءلينَ في سرِّكِ عن السببِ الذي دفعني للكتابةِ بعدَ طولِ ترددٍ، وأجيبُكِ: إنَّ نصوصَكِ الأخيرةَ كانت السببَ في ذلك؛ فقد وصلنا إلى حالٍ من الجمودِ العاطفيِّ، فقدنا معهُ كلَّ شغفٍ لنا بتفاصيلِ الحياةِ التي كانت تعني لنا الكثيرَ سابقًا، وعلى رأسِ ذلكَ الكتابةِ.

الكتابةُ التي كانت تمثلُ جسرَ وصلٍ بين قلبينا، أبيتِ إلاَّ قطعَهُ بغبائِكِ الأنثويِّ، غيرَ مشفقةٍ على جانبِكِ الإبداعيِّ الذي طالما حاولتُ لفتَ نظرِكِ لأهمية علاقتنا له، وإلى مقدارِ ما كان يستمدُّهُ من طاقةٍ من منها، لكنَّكِ لم تفهمي. ولا أعلمُ: هل أدركتِ أخيرًا ما أردتُ إيصالَهُ لكِ؟ أم ما زلتِ تلكَ الأنثى العنيدةَ بحمقٍ لا يُضاهيهِ شيءٌ سوى تولُّعي بها، رغمَ معاناتي من عيوبِها التي أُدركُها أكثرَ منها حتى!

 

وهكذا إذًا، ترينَ أني عدتُ لأجلِكِ قبلَ أن يكونَ لأجلِ قلبي الذي رميتِه خلفَكِ بكلِّ قسوةٍ، غيرَ سائِلةٍ أو مشفقةٍ.

عدتُ أحملُ مفتاحَ البئرِ الذي سيُحيي شغفَكِ الذي تركَهُ حمقُكِ في وادٍ غيرِ ذي ماءٍ من حبٍّ، أو ثمرٍ من شغفٍ، أو إنسٍ من محبٍّ!

 

عدتُ لأقدِّمَ قلبي قربانًا لإلهِ الإلهامِ، ليعفو عن كِبرِكِ الغبيِّ، ويعودَ لِمدَّكِ برُسُلِ الإبداعِ، التي عبرَ تعابيرِها سأستعيدُ ما ضحَّيتُ به، حرفًا، فكلمةً، حتى أضاهيكِ حياةً وشغفًا.

 

فهل تقبلينَ هدايا قرباني؟

وتتنازلينَ للردِّ عليَّ؟ أم ستكتفينَ بالتجاهلِ جوابًا رافضًا؟

عن المؤلف